تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٤ - الصفحة ٢٨٦
" * (أعجلتم) *) أسبقتم " * (أمر ربكم وألقى الألواح) *) غضبا على قومه حين عبدوا العجل، وقال قتادة: إنما ألقاها حين سمع من فضائل أمة محمد صلى الله عليه وسلم وفي الألواح: قال: يا رب اجعلني من أمة محمد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يرحم الله أخي موسى ما المخبر كالمعاين لقد أخبره الله بفتنة قومه فعرف أن ما أخبره الله حق وأنه على ذلك لمتمسك بما في يديه، فرجع إلى قومه ورآهم فغضب وألقى الألواح).
قالت الرواة: كانت التوراة سبعة أسباع فلما ألقى الألواح تكسرت فوقع منها ستة أسباع وبقي سبع وكان فيها رقع موسى وفيما بقي الهدى والرحمة " * (وأخذ برأس أخيه) *) أي لحيته وذقنه " * (يجره إليه) *) وكان هارون أكبر من موسى بثلاث سنين وأحب إلى بني إسرائيل من موسى، لأنه كان لين الغضب " * (قال) *) هارون عند ذلك يا " * (ابن أم) *) قرأ (أهل) الكوفة بكسر الميم هاهنا وفي طه أراد يا بن أمي فحذف ياء الإضافة، لأنه مبنى النداء على الحذف وأبقى الكسرة في الميم لتدل على الإضافة كقوله " * (يا عباد) *) يدل عليه، قراءة ابن السميقع: يا بن أمي بإثبات الياء على الأصل، وقرأ الباقون بفتح الميم فهما على معنى يا بن اماه جعل أصله إسما واحدا وبناه على الفتح كقولهم: حضرموت وخمسة عشر ونحوهما.
" * (إن القوم استضعفوني) *) باتخاذهم العجل " * (وكادوا) *) يعني هموا وقاربوا " * (يقتلونني فلا تشمت) *) بضم التاء وكسر الميم ونصب الأعداء قرأه العامة وقرأ مالك بن دينار فلا تشمت " * (بي الأعداء) *) بفتح التاء والميم الأعداء رفع " * (ولا تجعلني) *) في (موعدتك) علي وعقوبتك لي " * (مع القوم الظالمين) *) يعني أصحاب العجل " * (قال) *) موسى لما تبين له عذر أخيه " * (رب اغفر لي) *) ما صنعت إلي " * (ولأخي وادخلنا) *) جميعا أنا وأخي " * (في رحمتك وأنت أرحم الراحمين إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم) *) في الآخرة " * (وذلة في الحياوة الدنيا) *) قال أبو العالية: هو ما أمروا به من قتل أنفسهم.
وقال عطية العوفي: أراد سينالهم أولادهم (الكبير) كابرا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم غضب وذلة في الحياة الدنيا، وهو ما أصاب بني قريظة والنضير من القتل والجلاء لتوليتهم متخذي العجل ورضاهم به، وقال ابن عباس: هو الجزية.
" * (وكذلك نجزي المفترين) *) الكاذبين قال أبو قلابة: هي والله جزاء كل مفتر إلى يوم القيامة، قال يذله الله عز وجل.
وسمعت أبا عمرو الفراتي سمعت أبا سعيد بكر بن أبي عثمان الخيري سمعت السراج
(٢٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 ... » »»