تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٣ - الصفحة ٤٦
قال سعيد بن جبير: يوم وليلة ويوم وليلة عند خلق السماوات والأرض إلى أن تقوم الساعة، ثم قرأ: * (يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل) * * (يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي) *) قال ابن مسعود وابن جبير ومجاهد وقتادة والضحاك وإبراهيم والسدي وإسماعيل بن أبي خالد وعبد الرحمن بن زيد: يخرج الحيوان من النطفة وهي ميتة، ويخرج النطفة من الحيوان.
عكرمة والكلبي: " * (يخرج الحي من الميت) *)، أي الفرخ من البيضة ويخرج البيضة من الطير.
أبو مالك: يخرج النخلة من النواة، ويخرج النواة من النخلة، ويخرج السنبلة من الحبة والحبة من السنبلة.
الحسن: يخرج المؤمن من الكافر، ويخرج الكافر من المؤمن، والمؤمن عبد حي الفؤاد، والكافر عبد ميت الفؤاد يدل عليه قوله: " * (أومن كان ميتا فأحييناه..) *).
معمر عن الزهري: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على بعض نسائه، فإذا بامرأة حسنة الهيئة، فقال: من هذه؟ قالت: إحدى خالاتك، فقال: إن خالاتي بهذه البلاد (كثير) أي خالاتي هذه؟ قالت: هذه خالدة بنت الأسود بن عبد يغوث، فقال: (سبحان الله الذي يخرج الحي من الميت). وكانت امرأة صالحة. وكان مات أبوها كافرا.
الفراء: يخرج الطيب من الخبيث والخبيث من الطيب.
وقال أهل الإشارة: يخرج الحكمة من قلب الفاجر حتى لا تستقر فيه، والسقطة من لسان العارف.
* (وترزق من تشاء بغير حساب) * * (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين) *) قال ابن عباس: كان الحجاج بن عمرو وابن أبي الحقيق وقيس بن زيد ظفروا بنفر من الأنصار ليفتنوهم عن دينهم، فقال رفاعة بن المنذر وعبد الله بن حبير وسعد بن جهيمة لأولئك النفر: اجتنبوا هؤلاء اليهود، واحذروا لزومهم ومخاطبتهم وملازمتهم فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية.
وقال المقاتلان: نزلت في حاطب بن أبي بلتعة وغيره، كانوا يظهرون المودة لكفار مكة فنهاهم الله عز وجل عن ذلك.
(٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 ... » »»