تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٣ - الصفحة ٤٢
لذلك، وفي سائر أخواتها مخففة؛ لأن المحذوف حرف واحد ثم نصب لحق التضعيف.
وأنكر الآخرون هذه القول وقالوا: سمعنا العرب يدخل الميم فيه مع ياء النداء وأنشد الفراء:
وما عليك أن تقولي كلما سبحت أو هللت يا اللهم ما أردد علينا شيخنا مسلما فإننا من خيره لن نعدما قالوا: ونرى أنما أصله الله في الدعاء. بمعنى (يا الله) ضم إليها أم وحذف حرف النداء. يراد يا الله آتنا الخير أي: أقصدنا به ثم ضرب في الكلام حتى اختلطت به. فحذفت الهمزة استخفافا كقولهم: هلم إلينا كان أصله هل لم إلينا، أي أقصد أو أسرع. ثم كثرت هذه اللفضة حتى قالوا: لاهم بمعنى اللهم، وربما خفضوا ميمها أيضا، والله أعلم.
وقال أبو رجاء العطاردي: هذه الميم في قوله: (اللهم): تجمع سبعين اسما من أسمائه عز وجل مالك الملك. قال الله تعالى في بعض الكتب: أنا الله مالك الملوك ومالك الملك، قلوب الملوك ونواصيها بيدي، فإذا العباد أطاعوني جعلت عليهم رحمة، وإذا العباد عصوني جعلت عليهم عقوبة، فلا تشتغلوا بسب الملوك، ولكن توبوا إلي اعطفهم عليكم.
" * (تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء) *)، قال مجاهد وسعيد بن جبير: يعني ملك النبوة، الكلبي: " * (تؤتي الملك من تشاء) *): محمد وأصحابه، " * (وتنزع الملك ممن تشاء) *): أبي جهل وصناديد قريش.
وقال معتصم: " * (تؤتي الملك من تشاء) *): العرب. " * (وتنزع الملك ممن تشاء) *): الروم والعجم وسائر الأمم.
السدي: " * (تؤتي الملك من تشاء) *): آتى الله الأنبياء وأمر العباد بطاعتهم. " * (وتنزع الملك ممن تشاء) *): نزع من الجبارين وأمر العباد بخلافهم.
وقيل: " * (تؤتي الملك من تشاء) *): آدم وولده، " * (وتنزع الملك ممن تشاء) *) إبليس وجنده.
وقيل: " * (تؤتي الملك من تشاء) *): داود. " * (وتنزع الملك ممن تشاء) *): جالوت.
وقيل: " * (تؤتي الملك من تشاء) *): صخرا. " * (وتنزع الملك ممن تشاء) *): سليمان (عليه السلام) كان يطعم الخبز الجواري ويأكل خبز الشعير، وكان يلبس المرقعة ولم ينظر أربعين سنة إلى السماء تخشيا لله.
وكان يدخل المسجد فيرتاد فقيرا يقعد بجنبه، ويقول: مسكين جالس مسكينا " * (وتنزع
(٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 ... » »»