تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٣ - الصفحة ٣٧
فقتلوا جميعا من آخر النهار في ذلك اليوم، فهم الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه فأنزل الآية فيهم).
وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (بئس القوم قوم يقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس، بئس القوم قوم لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر، وبئس القوم قوم يمشي المؤمن فيهم بالتقية والكتمان).
" * (فبشرهم..) *) أخبرهم بعذاب أليم، وإنما أدخل الفاء (في خبرها)؛ لأنه قوله: (الذين) موضع الجزاء ((وإن) لا تبطل معنى الجزاء؛ لأنها بمزلة الابتداء عكس: ليت).
وقيل: أدخل الفاء على الغاء أن وتقديره: (الذين يكفرون ويقتلون فبشرهم بعذاب أليم رجيح.
" * (أولئك الذين حبطت) *): ذهبت وبطلت.
وقرأ أبو واقد والجراح: (حبطت) بفتح التاء مستقبلة (تحبط) بكسر الباء وأصله من (الحبط) وهو أن ترعى الماشية (بلا دليل ورديع) فتنتفخ من ذلك بطونها، وربما ماتت منه، ثم جعل كل شيء يهلك حبطا.
ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم (إن مما ينبت الربيع ما يقتل حبطا إذ يلم).
" * (اعمالهم في الدنيا) *): أي نصيبا وحظا من الكتاب. يعني: اليهود يدعون إلى كتاب الله.
واختلفوا في هذا الكتاب الذي أخبر الله تعالى إنهم يدعون إليه فيعرضون عنه. فقال قوم: هو القرآن.
وروى جويبر عن الضحاك عن ابن عباس في هذه الآية قال: إن الله عز وجل جعل القرآن حكما فيما بينهم وبين رسول الله، فحكم القرآن على اليهود والنصارى أنهم على غير دين الهدى فأعرضوا عنه.
وقال قتادة: هم أعداء الله اليهود. دعوا إلى حكم القرآن واتباع محمد صلى الله عليه وسلم فأعرضوا، وهم يجدونه مكتوبا في كتبهم
(٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 ... » »»