ابتداء والحق خبر كان، وقوله: " * (ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق) *).
ومن قرأ بالتاء فعلى التكرير والبدل، كما ذكرنا في آية الاملاء، قال الله تعالى: " * (بل هو) *) يعني البخل " * (شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة) *).
قال المبرد: السين في قوله: " * (سيطوقون) *) سين الوعيد وتأويلها: سوف يطوقون، واختلفوا في معنى الآية:
فقال قوم: معناها فجعل ما بخل به وما يمنعه من الزكاة حية تطوق في عنقه يوم القيامة تنهشه من قرنه إلى قدمه وتنقر رأسه، تقول: أنا مالك، فلا يزال كذلك حتى يساق إلى النار ويغل، وهذا قول ابن مسعود وابن عباس وأبي (وائل) وابن مالك وابن فرعة والشعبي والسدي، ويدل عليه ما روى أبو وائل عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من رجل لا يؤدي زكاة ماله إلا جعل له شجاع في عنقه يوم القيامة) ثم قرأ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مصداق من كتاب الله تعالى " * (سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة) *).
وعن رجل من بني قيس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما من ذي رحم يأتي ذا رحمه يسأله من فضل الله إياه فيبخل به عنه إلا أخرج الله له من جهنم شجاع يتلمظ حتى يطوقه) ثم تلا " * (ولا يحسبن الذين يبخلون) *) الآية.
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما من عبد يكون له مال فيمنعه من حقه ويضعه في غير حقه إلا مثله الله شجاعا أقرع منتن الريح لا يمر بأحد إلا استعاذ منه حتى دنا من صاحبه، فإذا دنا من صاحبه أعوذ بالله منك، قال: لم تستعيذ مني وأنا مالك الذي كنت تبخل به في الدنيا فيطوقه في عنقه فلا يزال في عنقه حتى يدخله الله جهنم) وتصديق ذلك في القرآن " * (سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة) *).
فقال إبراهيم النخعي: معناه يجعل يوم القيامة في أعناقهم طوقا من نار.
مجاهد: يكلفون يوم القيامة أن يأتوا مما بخلوا به في الدنيا من أموالهم يوم القيامة.
المؤرخ: يلزمون أعمالهم مثل ما يلزم الطوق بالعنق، يقال: طوق فلان عمله مثل طوق الحمامة