تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٣ - الصفحة ٢١٤
" * (ونعم الوكيل) *) أي الموكول إليه الأمور، فعيل بمعنى مفعول.
قال الواقدي: ونعم الوكيل أي المانع. نظيره قوله: " * (ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلا) *) أي مانعا، وقوله: " * (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا) *).
عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كان آخر ما تكلم به رسول الله إبراهيم (عليه السلام) حين ألقي في النار: حسبي الله ونعم الوكيل).
وعن عوف بن مالك الأشجعي قال: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين رجلين فقال المقضي عليه: حسبي الله ونعم الوكيل.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم (إن الله يحمد على الكيس ويلوم على العجز، وإذا غلبك أمر فقل: حسبي الله ونعم الوكيل).
" * (فانقلبوا) *) فانصرفوا ورجعوا، نظيره قوله: " * (لعلهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم) *) أي رجعوا.
" * (بنعمة من الله) *) أي بعافية لم يلقوا بها عدوا وبراء جراحهم " * (وفضل) *) بربح وتجارة، وهو ما أصابوا من السوق فربحوا " * (لم يمسسهم سوء) *) لم يصبهم قتل ولا جرح ولا ينالهم سوء ولا أذى ولا مكروه " * (واتبعوا رضوان الله) *) في طاعة الله وطاعة رسوله، وذلك أنهم قالوا: هل يكون هذا غزوا؟ فأعطاهم الله ثواب الغزو ورضى عنهم " * (والله ذو فضل عظيم إنما ذلكم الشيطان) *) يعني ذلك الذي قال لكم: إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم، من فعل الشيطان ألقى في أفواههم يرهبوهم ويجبنوا عنهم " * (يخوف أولياءه) *) أي يخوفكم بأوليائه، أي أولياء إبليس حتى يخوف المؤمنين بالكافرين.
وقال السدي: يعظم أولياءه في صدورهم ليخافوهم، نظيره قوله عز وجل: " * (لينذر بأسا شديدا) *) أي ببأس، وقوله: " * (لينذر يوم التلاق) *) و " * (تنذر يوم الجمع) *) أي بيوم الجمع
(٢١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 ... » »»