تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج ٢ - الصفحة ٥١
فقال أكثر المفسرين: في حبه راجعة إلى المال يعني أعطى المال في حال صحته ومحبته إياه ونفسه به يدل عليه قول ابن مسعود في هذه الآية قال: هو أن توصيه وأنت صحيح، تأمل العيش وتخش الفقر ولا تمهل، حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا، ورفع هذا الحديث بعضهم.
وقيل: هي عائدة على الله عز وجل أي حب الله سبحانه.
قال الحسين بن أبي الفضل: على حب الإيتاء، وقيل: الهاء راجعة إلى المعطي أي حب المعطي.
" * (ذوي القربى واليتامى) *) أهل القرابة. عن أم رابح بنت صليح عن سليمان بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (صدقتك على مسكين صدقة واحدة وعلى ذي الرحم اثنتين لأنها صدقة وصلة).
الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أمه أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح).
سليمان بن يسار عن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: أعتقت جارية لي فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته بعتقها فقال: (آجرك الله أما إنك لو أعطيتها أخوالك كان أعظم لأجرك).
" * (والمساكين وابن السبيل) *) سمي المجاز واختلفوا فيه فقال أبو جعفر البارقي ومجاهد: يعني المسافر المنقطع عن أهله يمر عليك.
قتادة: هو الضيف ينزل بالرجل: قال: وذكرنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه).
وكان يقول: (حق الضيافة ثلاث ليال فكل شيء أضافه فهو صدقة).
وإنما قيل للمسافر والضيف الذي يحل ويرتحل ابن السبيل لملازمته الطريق كما قيل للرجل الذي (أتت عليه الدهور) ابن الأيام والليالي، ولطير الماء: ابن الماء لملازمته إياه، قال ذو الرمة:
(٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 ... » »»