قال ابن عطاء رحمه الله: لم ينكروها، ولم يعرضوا عنها بل اقبلوا على أوامرها بالسمع والطاعة، وهمة عالية.
قوله تعالى: * (والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين) *.
قال جعفر: هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين معاونة على طاعتك ومن أولادنا برهم حتى تقر أعيننا بهم.
قوله تعالى: * (أولئك يجزون الغرفة بما صبروا) * [الآية: 75].
قال الترمذي: أهل الغرف كانوا في أوائل الأمة لا في آخرها وإنما وصف أهل الغرف بما يعقل من ظاهر أمورهم وإنما نالوهم بما في باطنهم ألا تراه يقول * (بما صبروا) * والصبر في الأخلاق والآداب.
قوله تعالى * (واجعلنا للمتقين إماما) * [الآية: 74].
قال السرى: المتقي من لا يكون رزقه من كسبه لأن الله يقول: * (ويرزقه من حيث لا يحتسب [الطلاق: 3].
وقال الشبلي: المتقي من اتقى من دونه عز وجل.
قال أبو عثمان: لا يكون إماما في التقوى من لم يصحح تقواه مع ربه وبقي عليه من ذلك شيء إنما الإمام المتقدم في الشيء، وإمام المتقين من يتقي كل شيء سوى الله.
قوله تعالى: * (ويلقون فيها تحية وسلاما) * [الآية: 75].
قال الواسطي رحمه الله: التحية غير السلام. السلام عند الله والتحية صفو الحياة مع الحق. قال أيضا: التحية من الله إلى الروح كوة تحيي الروح بتحية فلا يلاحظ غير من حياه وأكرمه وأدناه تحية من عند الله مباركة طيبة.
وقال: التحية في الدنيا على العقول بركات ما يقع عليها من طيب ما أجري عليها.
وقال التحية في الأصل ما تحيا به فيفرح الروح بذلك ويأنس به.
قال بعضهم: التحية أنس الأشرار بالحي والسلام سلامة القلب من القطيعة.
قوله تعالى: * (خالدين فيها حسنت مستقرا ومقاما) * [الآية: 76].
قال بعضهم: أحسن المقام المقام في مشهد الحق وأطيب القرار، القرار في جواره على فراش مرضاته والله أعلم.