ذكر ما قيل في سورة الحاقة بسم الله الرحمن الرحيم قوله تعالى: * (الحاقة ما الحاقة) * [الآية: 1، 2].
قال سهل: اليوم الذي يلحق كل أحد بعمله. وقال بعضهم: تحقق جزاء كل الأعمال على كلا الطائفين.
قال بعضهم: حق على كل من يعقل أن يخاف ذلك اليوم ويفزع من ذلك المشهد.
قوله تعالى: * (إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية) * [الآية: 11].
قال القاسم: الأجسام لم تكن والأرواح لا تحمل الجاري إنما هو جريان الحق عليه بشرط الأقسام وإذا عاين الروح هذه المقامات عرف سره.
قال الواسطي: مسح أحد شقى آدم وأخرج منه الذرية. قال: حملناكم بشواهدنا وأجرينا لكم الأوقات على مقاديرنا.
قوله تعالى: * (وتعيها أذن واعية) * [الآية: 12].
قال الواسطي آذان وعت عن الله أسراره. وواعية في معادنها ليس فيها من شاهدها شيء هي الخالية عما سواه فما اضطراب الطبائع إلا ضرب من الجهل.
قوله تعالى: * (يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية) * [الآية: 18].
قال محمد بن حامد: الغافل من غفل عن العرض الأكبر حين تشهد على العبد جوارحه لا شاهد عليه إلا منها ثم تجري كل نفس بما تسعى لا تخفى على الله منهم خافية فمن لم يهتم لذلك العرض ولم يصلح نفسه له ولم يدم تضرعه إلى الله في استيفائه له ما سبق منه فهو الغريق في بحار الغفلة.
قوله تعالى: * (كلوا واشربوا بما أسلفتم في الأيام الخالية) * [الآية: 24].
قال الواسطي: أي الأيام الخالية عن ذكر الله لتعلموا انكم في فضله دون جزاء الأعمال.
قوله تعالى: * (فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون) * [الآية: 38، 39].