تفسير السلمي - السلمي - ج ٢ - الصفحة ٣٤٨
قال جعفر: بما تبصرون من صنعي في ملكي وما لا تبصرون من بري بأوليائي.
قال الجنيد: بما تبصرون من آثار الرسالة على حبيبي وصفي صلى الله عليه وسلم وما لا تبصرون من سرى معه الذي أخفيته على الخلق.
قال ابن عطاء: ما تبصرون من آثار القدرة وما لا تبصرون من سر القدرة.
قال الحسين: أي ما اظهر الله للملائكة والقلم واللوح وما لا تبصرون مما اختزن عن خلقه الذي لم يجر القلم به ولم تشعر الملائكة بذلك وما اظهر الله للخلق من صفاته وأراهم من صنعه وأبدى لهم من علمه في جنب ما اختزن عنهم إلا كذرة في جميع الدنيا والآخرة ولو اظهر الله من حقائق ما اختزن لذابت الخلائق عن آخرهم فضلا عن جملها.
قوله تعالى: * (ولو تقول علينا بعض الأقاويل) * [الآية: 44].
قال الواسطي: أي ما كشفنا له من الحقيقة لو نطق به ما قبلنا أوصافه مع أن كل ذكر ليس بذكر وليس لله وقت ماض ولا حين مستأنف.
وقال: علامة مجذوب الحق إذا رغب حجب وإذا جذب قال: لعمرك انهم حجب.
* (ولو تقول علينا بعض الأقاويل) * حدث إذا أظهره لنفسه حجبه وإذا أظهره لنفسه حجبه وإذا أظهره لغيره جذبه مع أن كل منيب محجوب.
قوله تعالى: * (وإنه لتذكرة للمتقين) * [الآية: 48].
قال سهل: لرحمة للمطيعين.
قال ابن عطاء: بيان للمتبينين.
وقال جعفر: موعظة للموفقين.
قال بعضهم: بصيرة لأهل الاستقامة ونجاة للقانتين.
قوله تعالى: * (وإنه لحسرة على الكافرين) * [الآية: 50].
ما يرون من ثواب أهل التوحيد ومنازلهم وكريم مقامهم.
قوله تعالى: * (وإنه لحق اليقين) * [الآية: 51].
قال الجنيد: حق اليقين ما يحقق العبد بذلك معرفته بالحق وهو أن يشاهد العيون كمشاهدته المرئيات مشاهدة عيان ويحكم على المغيبات ويخبر عنها بالصدق كما أخبر
(٣٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 343 344 345 346 347 348 349 350 351 352 353 ... » »»