الدرجات العلي، والخير في الأولى، والعقبى، ألا ترى الله يقول: * (ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم) *.
قوله عز وعلا: * (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا) * [الآية: 6].
قال أبو بكر بن طاهر: الفاسق الذي لا يستحي من الله مما يستحي من المخلوقين.
قال سهل: الفاسق الكذاب.
وقال الوراق: الفاسق المعلن بالذنب.
قوله تعالى: * (ولكن الله حبب إليكم الإيمان) * [الآية: 7].
قال سهل: حبب إليكم العمل بأوامر الإيمان وزين في قلوبكم تلك الأوامر.
قوله تعالى: * (فضلا من الله ونعمة) * [الآية: 8].
قال سهل: تفضل الله عليهم فيما ابتدأهم به وهداهم إليه من أنواع القرب والزلف.
قوله تعالى: * (وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان) *.
قال الواسطي رحمة الله عليه: المؤمن يكره العصيان ولكن يغيب عن شاهده التغلب على شواهد شهوته فيأتيها ذلك لنفاد نصيبه وتنبيها على ضعفه.
قال سفيان الثوري: من كره الله إليه هذه الخصال المذمومة فأولئك هم الراشدون الصادقون في إيمانهم قوله تعالى: * (وإن طائفتان من المؤمنين) * [الآية: 9].
قال سهل: هو الروح والعقل والقلب والطبع والهوى والشهوة فإن بغى الطبع والهوى على العقل والروح والقلب، فليقاتله العبد بسيوف المراقبة وسهام المطالعة وأنوار الموافقة ليكون الروح والعقل غالبين والهوى والشهوة مغلوبين.
قوله تعالى: * (إنما المؤمنون إخوة) * [الآية: 10].
قال بعض الحكماء: بئس الأخ أخ تحتاج أن تعتذر إليه وبئس الأخ أخ تحتاج أن تستقرضه وبئس الأخ أخ تحتاج أن تقول له اذكرني في دعائك ومعناه انك إذا كنت من أخيك على بال فاطلع على حاجتك لم يحوجك إلى السؤال وإذا أحسن الظن بك عذرك من غير أن تعتذر إليه وهذا حكم الاخوة في الله.
سمعت منصور بن عبد الله يقول: سمعت جعفر يقول سمعت أبا محمد المغازلي يقول: من أراد أن تصح اخوته فليحفظ مودة إخوانه القدماء.