تفسير السلمي - السلمي - ج ٢ - الصفحة ٢٦٠
ذكر ما قيل في سورة الحجرات بسم الله الرحمن الرحيم قوله عز وجل: * (يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله) * [الآية: 1].
قال سهل: لا تقولوا قبل أن يقول وإذا قال فاقبلوا منه منصتين له سامعين إليه، واتقوا الله في إهمال حقه وتضييع حرمته إن الله سميع لما تقولون عليم بما تعملون.
قال بعضهم: لا تطلبوا وراء منزلته منزلة.
قوله عز وعلا: * (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي) * [الآية: 2].
قال ابن عطاء: زجر عن الأذى لئلا يتخطى أحد إلى ما فوقه من ترك الحرمة.
قال سهل: لا تخاطبوه إلا مستفهمين.
وقال أبو بكر بن طاهر: لاتبدأوه بالخطاب ولا تجيبوه إلا على سبيل الحرمة.
قوله تعالى: * (أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى) * [الآية: 3].
قال الحسين: من امتحن الله قلبه بالتقوى كان شعاره القرآن ودثاره الايمان، وسراجه التفكير، وطيبه التقوى، وطهارته التوبة، ونظافته الحلال، وزينته الورع، وعلمه الآخرة، وثقته بالله ومقامه عند الله، وصومه إلى الممات، وإفطاره من الجنة، وجمعه للحسنات وكنزه أخلاقه، وحصته المراقبة، ونظره المشاهدة.
قال القاسم: هو الخروج من البشرية ومفارقة ما هو موجب في الطبيعة وهو حقيقة التوحيد. لذلك دعا إليه نبيه إبراهيم صلى الله عليه وسلم حيث نقله من دعاء البشرية إلى غيره وهو انه لما امتحنه بذبح ولده أراد أن يزيل عن سره كل سبب فلما اطمأن إلى ذلك وسمحت نفسه به قيل له * (قد صدقت الرؤيا) * وهو امتحان القلب للتقوى.
وقال بعضهم: * (أولئك الذين امتحن الله) * اخلص الله قلوبهم حتى كسبوا التقوى.
قوله عز وعلا: * (ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم) * [الآية: 5].
قال أبو عثمان: الأدب عند الأكابر في مجالس السادات من الأولياء يبلغ بصاحبه إلى
(٢٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 ... » »»