تفسير السلمي - السلمي - ج ٢ - الصفحة ٢٥٠
دعاه إلى علم الهوية إذ الهوية علم الجمع وفرق الخلق في سائر الأسامي والصفات فطالع كل واحد منها قدره.
قال سهل: خلق الله الخلق ثم أحياهم باسم الحياة ثم أماتهم بجهلهم فمن حيا بالعلم فهو الحي وإلا فهم موتى بجهلهم لذلك دعا نبيه صلى الله عليه وسلم إلى محل الحياة بالعلم بقوله: فاعلم.
سمعت منصور بن عبد الله يقول: سمعت عبد الله القاسم البزاز يقول: قال ابن عطاء في قوله: * (فاعلم أنه لا إله إلا الله) * قال: طلب تنزيه العبد لئلا يكون له خاطر غيره في علمه بأن لا إله إلا هو علما لا قولا وهو حقيقة التوحيد حقائق تبني على الموجد لا حقائق تبنى على العبد.
قال بعضهم: وهذا من المقامات الشريفة.
سمعت عبد الله بن محمد الرازي يقول: سمعت أبا عثمان يقول: العلم ثلاثة علم الأحكام وعلم الإيقان وعلم العين فعلم الأحكام يورث البيان للعلماء، وعلم الإيقان يورث الأحزان للأولياء، وعلم الأعيان يورث القربى للأنبياء وذلك قوله: * (فاعلم أنه لا إله إلا الله) *.
قال بعضهم: العلم نور وضياء وقلوب العلماء لهم وعاء كلما ازداد العالم علما ازداد خشوعا وتواضعا فإذا تحقق في العلم فتح عليه أبواب التوحيد كما خاطب الله نبيه بقوله: * (فاعلم أنه لا إله إلا الله) * فإذا دخل في مقام التوحيد استغرق في الأنوار فأضاءت الأنوار على شواهده واثرت على جوارحه فتكون كل جارحة منه مزينة بزينة من أنوار العلم. هذا من المقامات الشريفة.
سمعت عبد الله قال: قال أبو سعيد الخراز في قوله: * (فاعلم أنه لا إله إلا الله) * قال:
دله بهذا على صفاء التوحيد ليعلمه علما بعد القول فيسكن إليه وينسى ما دونه.
قال ابن عطاء: العلم أربعة علم المعرفة، وعلم العبادة، وعلم العبودية، وعلم الخدمة. حمل الحق المصطفى صلى الله عليه وسلم على هذه الأحوال كلها حيث لم يطقها أحد سواه.
قال ابن عطاء في قوله: * (فاعلم أنه لا إله إلا الله) * قال: طلب التنزيه مع العبد مع علمه.
سمعت أبا بكر محمد بن عبد الله الرازي يقول: سمعت علي بن طاهر الحافظ وقد
(٢٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 ... » »»