تفسير السلمي - السلمي - ج ٢ - الصفحة ٢٥٧
قال الجنيد رحمة الله عليه: من شغله عن ربه شيء من هذه الأعراض فقد أخبر عن نذالته وآثار خسته وظهرت عليه.
وسئل بعضهم: بماذا يصح لنا الإقبال على الله؟ قال: بترك الدنيا وما فيها فإنها تشغل عن ربها ألا ترى المنافقين كيف اعتذروا بقوله: * (شغلتنا أموالنا وأهلونا) *.
قوله تعالى: * (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة) * [الآية: 18].
قال ابن عطاء رحمة الله عليه: رضى عنهم فأرضاهم وأوصلهم إلى رضا اليقين والرضا والطمأنينة وانزل الله السكينة عليهم لتسكن قلوبهم إليه.
وقال ابن عطاء: السكينة نور يقذف في القلب يبصر بها مواقع الصواب.
قال بعضهم: ثبات السر عند ظهور المغيبات.
قال بعضهم: السكينة استعمال الأوامر واستقبالها بالرحب والسعة.
قوله تعالى: * (فلولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم) * [الآية: 25].
قال سهل: المؤمن على الحقيقة من لا يغفل عن نفسه وقلبه يفتش أحواله ويراقب أوقاته فيرى زيادته من نقصانه فيسكن عند رؤية الزيادة ويتضرع ويدعو عند دخول النقصان هؤلاء الذين بهم يدفع الله البلاء عن أهل الأرض والمؤمن من لا يكون متهاونا بأذى التقصير فإن التهاون بالقليل يستجلب الكثير.
قال أيضا: لا يجد طعم الإيمان من لم يدع ستة خصال ويتمسك بستة يدع الرياء والحرام والسحت والمكروه والشبهة والجهل ويتمسك بطلب العلم لتصحيح عمله ونصحا من قلبه وصدقا من لسانه وصلاحا مع الخلق في معاشرتهم وإخلاصا لربه في معاملته.
قوله تعالى: * (إذا جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية) * [الآية: 26].
متابعة للنفس في الانتقام من البرئ.
وقال جعفر: الحمية المذمومة التخطي من الحدود إلى التشفي.
قوله تعالى: وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها) * [الآية: 26].
قال أبو عثمان: كلمة المتقين وهي شهادة أن لا إله إلا الله ألزمها الله السعداء من أوليائه المؤمنين وكانوا أحق بها في علم الله أن خلقهم لها وخلق الجنة لأهلها، وأيضا
(٢٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 ... » »»