من على أحد يعرفه وانما المنن على من حجبه فذكر المنن جواب في الحقيقة لمن من عليه الا ترى إلى قوله: * (يمنون عليك أن أسلموا) * وفي كرمه لا تجوز المنة على أحد من الناس إذ المنة تقع على من هو خارج من ملكه فالمن على نبيه يستحيل أما علمت أن الكريم في الحقيقة لا يمن إذا كان الممتن عليه من خدمة.
قال الحسين في قوله: * (بل الله يمن عليكم) * قال: جواب لما سلف من قولهم لأن أحدا لا يستطيع حمل مننه فكيف يمن على من لا خطر له عنده فكيف يمن بما لا وزن له عنده على أحد.
قال القاسم: لو حققنا المنة لذات الكرم فإن الكريم لا يمن لأن الكل له عبده ولا خطر ولا زيادة في وجوده ولا نقصان في فقده والمنة على من هو خارج من ملكه ومن ملكه ومملكته.
قال الواسطي: آيسهم أن يكون لهم شيء من عندهم إلا ما أعطوا والمنة رؤية ما منك معظما وترك رؤية ما إليك يطهر سرائرهم بذلك أن يروا لأنفسهم حالا.
قال سهل: استعملت الورع أربعين سنة ثم وقع منى إليها التفاتة فأدركني حياء ذلك بقوله: يمنون عليك أن اسلموا.
* *