تفسير السلمي - السلمي - ج ٢ - الصفحة ١٨٤
بوال خيرا جعل له وزير صدق إن نسي ذكره وإن ذكر اعانه '. وقال أيضا: * (وشددنا ملكه) * قال: بالعدل.
قوله تعالى: * (وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب) * [الآية: 20].
قال سهل - رحمة الله عليه -: * (وآتيناه الحكمة) * أي أعطيناه علما بنفسه وألهمناه بمواعظ أمته ونصيحتهم.
قال ابن عطاء: العلم والفهم. وقال في موضع آخر: العلم بنا والفهم عنا.
وقال جعفر: صدق القول وصحة العقد والثبات في الأمور.
قال ابن طاهر: مخالطة القول ومجانبة الأشرار.
قوله تعالى: * (وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب) * [الآية: 24].
قال عثمان: أيقن داود بأوائل البلاء فالتجأ إلى التضرع.
قال أبو سعيد الخراز: زلات الأنبياء في الظاهر زلات وفي الحقيقة كرامات وزلف الا ترى إلى قصة داود صلى الله عليه وسلم حين أحسن بأوائل أمره كيف استغفر وتضرع فأخبر الله عنه بما ناله في حال خطيئته من الزلفى فقال: وظن داود أنما فتناه فتضرع ورجع وكان له بذلك عندنا زلفى وحسن مآب.
قوله تعالى: * (وخر راكعا وأناب) * قال سهل: * (وأناب) * الإنابة هي الرجوع من الغفلة إلى الذكر مع انكسار القلب وانتظار المقت.
قال أبو عثمان: الإنابة اجل من التوبة لأن التائب يرجع نفسه فيسمى تائبا ولا يسمى منيبا إلا من رجع على ربه بالكلية وفارق المخالفات اجمع.
قال القاسم: إنابة العبد أن يرجع إلى ربه من نفسه وقلبه وروحه فإنابة النفس أن يشغلها بخدمته وطاعته وإنابة القلب أن يخليه مما سواه وإنابة الروح دوام الذكر حتى لا يذكر غيره ولا يتفكر إلا فيه.
قوله تعالى: * (فغفرنا له ذلك) * [الآية: 25].
قال جعفر: ومن ذلك ما ذكره الله جل وعز من نبيه داود صلى الله عليه وسلم وبلواه ومحنته ما خرج إليه من عظيم التنصل والاعتذار ودوام البكاء والأحزان والخوف العظيم حتى لحق
(١٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 ... » »»