تفسير السلمي - السلمي - ج ٢ - الصفحة ١٩٥
قوله تعالى: * (فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه) * [الآية: 18].
قال عيسى عليه السلام: من يذكركم الله رؤيته ويرغبكم في الآخرة عمله وقد قال الله تعالى: * (فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه) *. فضيلة لمحمد صلى الله عليه وسلم على غيره أن الأحسن ما يأتي به وان الكل حسنا ولما وقعت له صحبة التمكين ومقارنة الاستقرار قبل خلق الكون ظهرت عليه الأنوار في الأحوال كان معه أحسن الخطاب وله السبق في جميع المقامات ألا تراه صلى الله عليه وسلم يقول: ' نحن الآخرون السابقون يوم القيامة '.
يعني الآخرين وجودا السابقين في الخطاب الأول في الفضل في محل القدس.
قوله عز وعلا: * (إن في ذلك لذكرى لأولي الألباب) * [الآية: 21].
قال بعضهم: اللب والعقل مائة جزء تسعة وتسعون جزءا في النبي صلى الله عليه وسلم وجزء في سائر المؤمنين فعلى إحدى وعشرين سهما فسهم المؤمنين فيه سواء وهو شهادة أن لا إله إلا الله وان محمدا رسول الله وعشرون جزءا يتفاوتون فيها في مقادير حقائق ايمانهم.
قوله تعالى: * (أفمن شرح الله صدره للإسلام) * [الآية: 22].
قال بعضهم: الإيمان خمسة ثم خمسة أولا الشرح والتنوير لقوله: * (أفمن شرح الله صدره للإسلام) * ثم الامتحان لقوله: أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى) * ثم التحبيب والتزيين لقوله: * (حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم) * والكتب والتطهير بقوله: * (كتب في قلوبهم الإيمان) * و * (أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم) *.
والخمس بعد ذلك معرفته بإثباته وأنه واحد لم يزل ولا يزال وليس كمثله شيء والخمس بعدها التصديق بالقول والإقرار باللسان والعمل بالأركان والاستقامة.
قال السياري: تولد الإسلام من الإيمان وتولد الإيمان من المعرفة وتولد المعرفة من
(١٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 ... » »»