تفسير السلمي - السلمي - ج ٢ - الصفحة ١٤٩
أمرهم بإقامة العبودية ثم من على نبيهم بذلك ولم يمن عليهم فإنه إنما خصهم بسببك والذكر إقامة العبودية.
قال علي بن عبد الرحيم:
* أموت إذا ذكرت ثم أحيا * ولولا ما أؤمل ما حييت * * وأحيا بالمنى وأموت شوقا * فكم أحيا عليك وكم أموت * * عجبت لمن يقول ذكرت ربي * وهل انسى فاذكر من هديت * * شربت الحب كأسا بعد كأس * فما نفد الشراب ولا رويت * قوله تعالى: * (هو الذي يصلي عليكم وملائكته) * [الآية: 43].
قال أبو بكر بن طاهر: علامة صلاة الله على عبده أن يزينه بأنوار الإيمان ويحليه بحلية التوفيق ويتوجه بتاج الصدق ويسقط عن نفسه الأهواء المضلة والإرادات الباطلة ويبدله به الرضا بالمقدور.
قوله تعالى: * (تحيتهم يوم يلقونه سلام) * [الآية: 44].
قال ابن عطاء: أعظم عطية للمؤمن في الجنة سلام الله عليهم من غير واسطة.
قوله عز وعلا: * (يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا) * [الآية: 45].
قال ابن عطاء رحمة الله عليه: في هذه الآية إنا شرفناك برسالتنا وتخبر عنا خبر صدق فيهدي بك قلوبا عميا أرسلناك شاهدا لنا لا تشهد معنا سوانا جعلنا الخلق كلهم يشهدونك ويشهدوننا فيك ولا يشهدك إلا من اثر فيه بركة نظرك فيشهدك ويشهدنا فيك ومن لم يجعلك الدليل عمى وضل فإنك البشير تبشر من اقبلنا عليك بالرضوان وتنذر من اعرضنا عنه بالخذلان فإنك محل مشاهدة الخلق إيانا بك اخذناك عنك فلا تشهد شهودهم غيبناك عنهم فلا يشهدون منك إلا ظاهرك وأنت لا تشهد سوانا بحال.
قال الواسطي رحمة الله عليه: شاهدا بالحق للحق إلى الحق مع الحق ليوم لا يقبل فيه الحق إلا الحق.
قوله تعالى: * (وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا) * [الآية: 46].
قال جعفر رحمة الله عليه: داعيا إلى الله لا إلى نفسه افتخر بالعبودية ولم يفتخر بالنبوة ليصبح بذلك الدعاء إلى سيده فمن أجاب دعوته صارت الدعوة له سراجا منيرا
(١٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 ... » »»