تفسير السلمي - السلمي - ج ٢ - الصفحة ١٣٨
خرج إلى مواضع الراحة فغلب عليه التمني.
قال أحمد بن يسع السجزي: من عبد الله بالخوف دون الرجاء وقع في بحر الحيرة ومن عبد الله بالمحبة دون الخوف والرجاء وقع في بحر التعطيل، ومن عبد الله بالخوف والرجاء والمحبة نال الاستقامة في الدين.
وقال أبو العباس بن عطاء رحمة الله عليه في قوله: * (يدعون ربهم خوفا وطمعا) *.
قال: قوم يدعونه خوفا من سخطه وطمعا في ثوابه. والأوساط يدعونه خوفا من اعتراض الكدورة في المحبة وصفاء المعرفة، والاجلة يدعونه خوفا من قطعه وطمعا في دوام الوداد لأن الخوف من شرائط الإيمان.
وقال بعضهم: خوف الهيبة وطمع المحبة.
وقال أبو سعيد الخراز: سألت بعض العارفين عن الخوف فقال: اشتهى أن أرى رجلا يدري أيش الخوف فإن أكثر الخائفين خافوا على أنفسهم لا من الله وشفقة على أنفسهم وعملوا في خلاصها من الله والخائفون خافوا لحظوظهم والخائف من الله العزيز.
وقال الحسن: خوف الأنبياء والأولياء وأرباب المعارف خوف التسليط وخوف الملائكة خوف مكر الله وخوف العامة خوف تلف النفس والرجاء والطمع عين التهمة.
قوله تعالى: * (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين) * [الآية: 17].
قال ابن عطاء: * (قرة أعين) * بما سبق لهم من حسن الموافقة مع ربهم.
وقال سهل: * (قرة أعين) * بما شهدوا من ظاهر الحقائق وباطنها الذي كشف لهم من علم المكاشفة فرأوه وتمسكوا به فقرت أعينهم بذلك وسكنت إليه قلوبهم.
قوله تعالى: * (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون) * [الآية: 18].
قال بعضهم ليس من هو في أنس الإقبال علينا كمن هو في وحشة الإعراض عنا.
وقال ابن عطاء: من كان في بصره الطاعة والإيمان لا يستوي مع من هو في ظلمة الفسق والعصيان.
قال القاسم: لا يستوي من أكرم بنور البيان، وسواطع البرهان، ويضيء عليه لمعان التوفيق مع من هو في ظلمات الهوى، ومتابعة الشيطان، وترادف المخالفات، لا يلتقيان أبدا.
(١٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 ... » »»