تفسير السلمي - السلمي - ج ٢ - الصفحة ١٤٤
وقطع الشهوات واللذات عنها حتى يكون فرحك في الجوع وترك الشهوات كفرح أبناء الدنيا بالشبع ونيل الشهوات فعندها لزمت طريق الصادقين من المريدين وستصل إلى فوائد الله وكرامته إن شاء الله تعالى.
وسئل أبو حفص: من الرجال؟ فقال: الصادقون مع الله بوفاء العهود. قال الله جل ذكره: * (رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) *.
وقال الحسين في قوله: * (رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) *. فقال: هو أن يترك الصادق إرادته لإرادة الله واختياره لاختياره ومحابه لمحابه وتدبيره لتدبيره حتى يرى من قلبه ونفسه وجميع جوارحه انه لا يريد إلا ما أراد الله يصح ذلك قوله: * (رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) *.
قوله عز وجل: * (فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر) * [الآية: 23].
قال بعضهم: من بذل وسعه ومجهوده في الطاعة ومنهم من ينتظر بالتوفيق من ربه:
* (وما بدلوا تبديلا) * ما تغيروا عن محبة نبي الله صلى الله عليه وسلم تغييرا.
قوله عز وعلا: * (وما بدلوا تبديلا) * [الآية: 23].
قال عمر المكي: إن الله عز وجل يبلى المؤمنين بأنواع من البلاء فيرجع إلى ربه بالابتهال والتضرع فيقول الله لملائكته: زيدوه بلاء فيقولون: يا رب زدناه بلاء فوجدناه صابرا فما يزال يقول: زيدوه ويقولون: زدناه حتى تقول الملائكة انتهى المزيد. فيقول:
أكتبوه الساعة ممن لا يغير ولا يبدل ومصداقه في كتاب الله: * (فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) *.
قوله عز وجلا: * (ليجزي الله الصادقين بصدقهم) * [الآية: 24].
قال ابن عطاء: يسألهم عن توسلهم بصدقهم إلى من لا يتوسل إليه إلا به فعندها:
تذوب حسوسهم وتنقطع آمالهم وصار صدقهم كذبا وصفاؤهم كدرا واستوحش العبد من حسن أفعاله.
وقال ابن عطاء: ومن رغب فيما لا خطر له أغفل ما فيه الأخطاء.
قوله تعالى: * (ومن يقنت منكم لله ورسوله) * [الآية: 31].
قال ابن عطاء: من تختار صحبة الرسول منهن على الدنيا فهي من القانتات وهي التي تخضع للرسول وتذل له ولا تخالفه وتعمل صالحا وتتبع مراد الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يريده.
(١٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 ... » »»