تفسير السلمي - السلمي - ج ١ - الصفحة ٦٧
إشاراتهم كلفة ولا في ذكرهم الذي به يقربون مؤونة، لأنه استولى من قربه واكتنافه لهم والتحنن عليهم والبر بهم، لأنه قد أراح عنهم أسباب الطلب.
قال الواسطي رحمه الله: في قوله: * (وما جعلنا القبلة التي كنت عليها) * الآية.
قال ثم بين أن الخطاب على مقادير العقول ألا ترى كيف بين علمه في آخر الآية [143] * (وما أنت بتابع قبلتهم) * إحكاما منه في صنعه وما جرى من ضبطه.
قال فارس: قوله اجعلنا مسلمين قال: أرحنا عن أسباب الطلب بالحيل ومطالعة الجزاء بالعوض.
وقال جعفر في قوله: * (اجعلنا مسلمين لك) * قال: احفظني وأهل بيتي كي نسلم أنفسنا وقلوبنا إليك، ولا نختار إلا ما تختاره لنا وقال أيضا: اجعلنا مقيمين معك لك.
قوله تعالى: * (ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب) * [الآية: 132].
قيل أوصاهم بالمجاوبة إلى الاستسلام الذي امر به فصح من إبراهيم صلى الله عليه وسلم فكما ابتلى بذبح ابنه لم ينظر إليه، لأنه كان أسلم وصح له التسليم فمضى فيه من غير نظر إلى الولد حتى فدى، ولما لم يصح ليعقوب عليه السلام ما صح للخليل رجع إلى جد الجزع حين فقد ابنه وقال يا أسفي على يوسف.
قوله تعالى: * (قد نرى تقلب وجهك في السماء) * [الآية: 144].
قيل فيه أعلمه أولا أنه من الحق ليكون متأدبا بآداب الحق ومن حسن أدبه أنه نظر
(٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 ... » »»