تفسير السلمي - السلمي - ج ١ - الصفحة ٦٩
وأوهام مطبوعة؟ وكيف يذكر بالزمان من كان قبل الزمان على ما هو به؟ إذ الحق سبق كل مذكور. وقيل: اذكروني على الدوام لتطمئن قلوبكم بي، لأنه يقول: * (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) *.
وقال بعضهم: أتم الذكر أن تشهد ذكر المذكور لك بدوام ذكرك له، قال الله جل من قائل: * (اذكروني أذكركم) *.
قوله تعالى: * (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات) * [الآية: 155].
سمعت أبا بكر الرازي يقول: سمعت أبا بكر النيسابوري يقول: سمعت المديني يقول: سمعت الشافعي يقول: الخوف خوف العدو، والجوع شهر رمضان، ونقص من الأموال: الزكاة، والأنفس: الأمراض، والثمرات: الصدقات، وبشر الصابرين على أدائها.
قوله تعالى: * (إن الصفا والمروة من شعائر الله) * [الآية: 158].
قيل: إن من صعد الصفا ولم يصف سره لله لم يبن عليه من شعائر الحج شيء، ومن صعد المروة ولم تبين له حقائق المغيبات لم يظهر عليه من شعائر الحق شيء.
وقيل الصفا موضع المصافاة مع الحق، فمن لم يتجرد لمصافاة الحق معه فليعلم بتضييع أيامه وسعيه في حجه. سمعت منصورا يقول بإسناده عن جعفر قال: الصفا:
الروح لصفائها من درن المخالفات والمروة: النفس لاستعمالها المروءة في القيام بخدمة سيدها وقال: الصفا صفاء المعرفة والمروة مروءة العارف. وقال الصفا التصفية من كدورات الدنيا وهوى النفس، والسعي هو الهرب إلى الله، فإذا اجتمع سعيك بالهرب إلى الله فلا تبطله بالنظر إلى غيره.
قوله عز وجل: * (ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) *.
قال ابن عطاء: لا خوف عليهم عند الموت لما يلقون من البشرى، ولا هم يحزنون على ما خلفوا من الأهل والأولاد؛ لعلمهم بأن الله تعالى خليفته عليهم.
قوله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم) * [الآية: 172].
الطيبات: الرزق وهو التناول في أوقات الاضطرار مقدار استبقاء المهجة لأداء
(٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 ... » »»