تفسير السلمي - السلمي - ج ١ - الصفحة ٥٠
وقيل لا يكن حظك من صلاتك إقامتها دون السرور بما أحلت له من القربة والمناجاة.
وقيل: لا يكن همك فيها إقامتها دون الهيبة والتعظيم والخوف عن كيفية إقامتها ورؤية التقصير فيها.
وقال ابن عطاء: إقامة الصلاة فيها حفظ حدودها مع حفظ السر مع الله أي: لا يختلج بسرك سواه.
قوله تعالى: * (ومما رزقناهم ينفقون) *.
قال بعض العراقيين: في الإمساك لذة وفي الإنفاق لذة، وكل ما يلتذ به العبد فهو يعبد من عين الحق.
وقيل: مما رزقناهم ينفقون أي: مما خصصناهم به من أنوار المعرفة يفيضون بركتها ونورها على متبعيهم.
وقيل: الذين يؤمنون بالغيب حظ قلبك ويعلمون حظ بدنك، ومما رزقناهم ينفقون حظ مالك معناه تجرد قلبك وتتعب بدنك في خدمتي وتنفق مالك في مرضاتي لأوصلك إلى معرفتي.
قوله تعالى: * (أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون) *.
الذين لزموا طريق المواصلة بالانفصال عما سوى الحق فأفلحوا فانقطعت الحجب عن قلوبهم فشاهدوا.
قوله تعالى: * (إن الذين كفروا سواء عليهم) * الآية.
معناه: إن الذين ضلوا عن رؤية منتي عليهم في السبق سواء عليهم من شاهد الأعواض في خدمتي ومن شاهد العوض لأخلص سرائرهم، ولا يثبت لهم الإيمان
(٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 ... » »»