قال: * (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين) *.
قوله تعالى: * (ولا يستطيعون لهم نصرا ولا أنفسهم ينصرون) * [الآية: 192].
قال بعضهم: كيف ينصر غيره من هو عاجز عن نصرة نفسه، وكيف ينصر نفسه من لم يجعل إليه من أمره شيئا وهو مدبر بالقدرة ومقدر في المشيئة.
قوله تعالى: * (إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون) * [الآية: 201].
قال بعضهم: من جال سره في ميادين الأنس والقربة، وحجز نفسه عن طوارق الفتنة وطوائف الشيطان هم الذين قال الله لهم * (إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا) * قال بعضهم: الناس في مطالعة الأسرار على وجوه ثلاثة: منهم من له من سره مطالع يطالعه فذلك قوله تعالى: * (إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا) *. ومنهم من له في سره ينهاه قال الله تعالى: * (ونهى النفس عن الهوى) *.
قوله تعالى: * (وإذا قرأ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا) * [الآية: 204].
قيل: فيه استمعوا له بآذانكم لعلكم تسمعون بقلوبكم وتفهمون مراد مخاطبة الحق إياكم، وتأدبوا بلطائف مواعظه فيوصلكم حسن الأدب إلى استماع، وبركة الخطاب إلى رحمته وهو أن يرزقكم آداب خدمته كما رزقكم سنن شريعته وأجل رحمة رحم الله بها عباده آداب العبودية التي خص الله بها الأكابر من الأصفياء والسادات من الأولياء.
وقيل في قوله: * (وأنصتوا) * أي من آداب الاستماع الإنصات والاشتغال، بما يبدو من بركات السماع دون طلب حظ فيه بحال.
قوله تعالى: * (واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول) * [الآية: 205].
قال الحسين في هذه الآية: لا يظهر ذكرك لنفسك فتطلب به عوضا، فأشرف الذكر ما لا يشرف عليه إلا الحق، وما خفى من الذكر أشرف مما ظهر.