تفسير السلمي - السلمي - ج ١ - الصفحة ٢٤٥
أعرض عن الله فلينتظر الذل والسخط والبغض مع غضب الله في الآخرة.
قال الله * (إن الذين اتخذوا العجل) * الآية.
قال الحسين بن الفضل: لا ترى مبتدعا إلا ذليلا، لأن الله يقول: * (وكذلك نجزي المفترين) *.
قوله تعالى: * (واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا) * [الآية: 155].
قال بعضهم: اختار موسى على عدد الأولياء في الأمم السالفة وفي أمته وهم السبعون الذين إليهم متضرع الخلق وبهم يحفظون.
قوله تعالى: * (إنا هدنا إليك قال عذابي أصيب به من أشاء) * [الآية: 156].
قال الواسطي رحمة الله عليه: ذلك في نفس المعارف ما عرفه أحد إلا تكدر عيشه، وأرباب الحقائق لا يعذبون في الدنيا إلا بتواتر نعم الله عليهم والتقرب، حتى يرد عليه ما منه يغيب من الصفات والنعوت، فيرتفع عند سوء الأدب في السير.
قوله تعالى: * (ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون) * [الآية: 156].
قال الكتاني رحمة الله عليه: تسع كل شيء ولكن خص بها الأنبياء لقوله تعالى.
* (فسأكتبها للذين يتقون) * ومن يمكنه تصحيح التقوى فيكون بشرط الآية.
قال بعضهم: وصف العذاب بصفة الخصوص مقرونا بالمشيئة، وعم الرحمة أنها تسع كل شيء.
قال أبو عثمان: لا أعلم في القرآن آية أقنط من قوله: * (ورحمتي وسعت كل شيء) * والناس يرونها أرجى آية، وذلك أن الله يقول: * (فسأكتبها للذين يتقون) *.
قوله تعالى: * (الذين يتبعون الرسول النبي الأمي) * [الآية: 157].
قال ابن عطاء: الأمي هو الأعجمي، قال أعجمي عما دوننا عالم بنا وبما ينزل عليه
(٢٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 ... » »»