فيما طعموا) * إذا ما اتقوا الحرام وآمنوا بوعيد الله وعملوا الصالحات اتبعوا السنة، ثم اتقوا البخل وآمنوا بالخلف ثم اتقوا كثرة الأكل وأحسنوا يعني قالوا: بالفضل.
قوله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم) * [الآية: 101].
قال بعضهم: لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم قال بعضهم: لا تسألوا عن مقامات الصديقين ودرجات الأولياء، فإنه إن بدا لكم شيء منها فأنكرتم ذلك هلكتم.
وقال سهل: سؤاله حجاب ودعاؤه قسوة.
قوله عز وعلا: * (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) * [الآية: 105].
قال محمد بن علي: عليك نفسك إن كفيت الناس شرها فقد أديت أكثر حقها.
ودخل خادم الحسين بن منصور عليه الليلة التي وعد من الغد قتله، فقال: أوصني:
فقال: عليك نفسك إن لم تشغلها شغلتك.
وسئل أبو عثمان عن هذه الآية فقال: عليك نفسك إن اشتغلت بصلاح فسادها وستر عوراتها، شغلك ذلك عن النظر إلى الخلق والاشتغال بهم.
قوله تعالى وتقدس: * (يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا) * [الآية: 109].
قال الواسطي رحمة الله عليه: أظهر ما منه إليهم كلهم من توليه فقالوا كيف نقول فعلت الأمم - أو فعلنا عندها - كلت إلا عن العبادة عن الحقيقة.
وقال بعضهم: لا علم لنا بسؤال عن الحقيقة.
وقال: خاطبهم لعلمه بأنهم يحملون ثقل الخطاب وأشد ما ورد على الأنبياء في نبوتهم حمل الخطاب على المشاهدة، لذلك لم يظهروا الجواب ولم ينطقوا بالجواب إلا على لسان العجز، لا علم لنا مع ما كشفت لنا من جبروتك.
وقال الجنيد رحمة الله عليه: رفق بهم ولو فقهوا أو علموا لماتوا هيبة لورود الجواب للخطاب.
وقال بعضهم: لولا أن الله تعالى أيدهم بخطابه بالوسائط، لذابوا حين فجئهم