تفسير ابن زمنين - أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي زمنين - ج ٤ - الصفحة ٣٠٩
فجعلوهن إناثا، قال الله: * (ألكم الذكر وله الأنثى) * أي: ليس ذلك كذلك.
* (تلك إذا قسمة ضيزى) * جائرة أن جعلوا لله البنات ولهم الغلمان هذا تفسير الحسن.
قال محمد: يقال: ضزت في الحكم أي: جرت، وضازه يضيزه إذا نقصه حقه.
وأنشد بعضهم لامرئ القيس:
* ضازت بنو أسد بحكمهم * إذ يجعلون الرأس كالذنب * وأصل ضيزى ضوزا فكسرت الضاد للياء وليس في النعوت فعلى.
* (إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم) * يعني اللات والعزة ومناة * (ما أنزل الله بها من سلطان) * من حجة بأنها آلهة * (إن يتبعون) * يعني: المشركين * (إلا الظن) * أي: ذلك منهم ظن * (وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى) * القرآن، قال الكلبي: ' كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي عند البيت والمشركون جلوس فقرأ: * (والنجم إذا هوى) * فحدث نفسه حتى إذا بلغ * (أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى) * ألقى الشيطان على لسانه: فإنها من الغرانيق العلى - يعني: الملائكة - وإن شفاعتها ترتجى أي: هي المرتجى. فلما انصرف النبي من صلاته قال المشركون: قد ذكر محمد آلهتنا بخير، فقال النبي: والله ما كذلك نزلت علي. فنزل عليه جبريل فأخبره النبي، فقال:
والله ما هكذا علمتك وما جئت بها هكذا، فأنزل الله: * (وما أرسلنا من قبلك
(٣٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 ... » »»