تفسير ابن زمنين - أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي زمنين - ج ١ - الصفحة ٣٩٤
وقال بعضهم: لم تحل دماؤهم؛ هم قوم عرضت لهم فتنة. فقال الله * (فما لكم في المنافقين فئتين) * وليس يعني: أنهم في تلك الحال التي أظهروا فيها الشرك منافقون، ولكنه نسبهم إلى (خبثهم) * الذي كانوا عليه مما في قلوبهم من النفاق، يقول: قال بعضكم كذا، وقال بعضكم كذا؛ [هلا] كنتم فيهم فئه [واحدة] ولم تختلفوا في قتلهم؟ ثم قال: * (والله أركسهم بما كسبوا) صلى الله عليه وسلم أي: ردهم إلى الشرك بما كان في قلوبهم من الشك والنفاق.
* (أتريدون أن تهدوا من أضل الله ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء) * أي: في الكفر شرعا سواء * (فلا تتخذوا منهم أولياء) * أي: لا توالوهم.
* (حتى يهاجروا في سبيل الله) * فيرجعوا إلى الدار التي خرجوا منها؛ يعني: المدينة * (فإن تولوا) * وأبوا الهجرة * (فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم) * ثم استثنى قوما نهى عن قتالهم؛ فقال: * (إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق) * قال محمد: يعني: إلا من اتصل بقوم بينكم وبينهم ميثاق، ومعنى (اتصل): انتسب.
قال يحيى: وهؤلاء بنو مدلج كان بينهم وبين قريش عهد، وكان بين رسول الله وقريش عهد؛ فحرم الله من بني مدلج ما حرم من قريش؛ وهذا منسوخ
(٣٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 389 390 391 392 393 394 395 396 397 398 399 ... » »»