كل جمع يأتي بعد ألفه حرفان أو ثلاثة أوسطها ساكن فإنه لا ينصرف فأما من صرفه ونون فإن رده إلى الأصل في الازدواج إذا وقعت الألف بغير تنوين ثم قال * (قدروها تقديرا) * يعني على قدر كف الخدم ويقال على قدر كف المخدوم ولا يحجز عنهم ويقال على قدر ما يحتاجون إليه ويريدونه ويقال على مقدار الذي لا يزيد ولا ينقص ليكون ألذ لشربهم * (ويسقون فيها كأسا) * يعني خمرا وشرابا * (كان مزاجها) * يعني خلطها * (زنجبيلا عينا فيها تسمى سلسبيلا) * وقال القتبي يقال الزنجبيل اسم العين وكذلك السلسبيل ويقال إن السلسبيل اللبن والزنجبيل طعمه والعرب تضرب به المثل وقال مقاتل إنما سمي السلسبيل لأنها تسيل عليهم في الطريق وفي منازلهم وقال أبو صالح بلغني أن السلسبيل شديد الجرية وقال بعضهم معناه * (كان مزاجها زنجبيلا) * عينا فيها تسمى سلسبيلا يعني عينا تسمى الزنجبيل وتم الكلام ثم قال * (سلسبيلا) * يعني سل الله تعالى السبيل إليها قوله تعالى * (ويطوف عليهم ولدان مخلدون) * يعني لا يكبرون ولا يموتون ويكونون على سن واحد * (إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا) * قال قتادة كثرتهم وحسنهم كاللؤلؤ * (منثورا) * أي المنثور (وإذا رأيت ثم رأيت نعيما) يعني إذا رأيت هناك ما في الجنة * (رأيت نعيما) * * (وملكا كبيرا) * يعني على رؤوسهم التيجان كما يكون على رأس ملك من الملوك ويقال * (وملكا كبيرا) * يعني لا يدخل عليهم رسول رب العزة إلا بإذنهم ثم قال عز وجل * (عاليهم ثياب سندس خضر) * يعني على ظهورهم ثياب سندس قرأ نافع وحمزة * (عاليهم) * بجزم الياء وكسر الهاء والباقون بنصب الياء وضم الهاء فمن قرأ بالجزم فمعناه الذي يعلوهم وهو اسم فاعل من علا يعلو ومن قرأ بالنصب نصبه على الظرف كما تقول فوقهم ثياب وروي عن ابن مسعود أنه قرأ " عاليتهم ثياب " يعني الوجه الأعلى ثم قال * (ثياب سندس خضر) * بالكسر * (وإستبرق) * بالضم قرأ نافع وعاصم في رواية حفص * (خضر وإستبرق) * كلاهما بالضم والباقون كلاهما بالكسر فمن قرا بالضم لأنه نعت الثياب يعني ثيابا خضرا ومن قرأ بالكسر فهو نعت للسندس ومن قرأ (وإستبرق) بالضم فهو نسق على الثياب ومعناه عليهم سندس وإستبرق ومن قرأ بالكسر يكون عليهم ثياب من هذين النوعين ثم قال عز وجل * (وحلوا أساور من فضة) * وهو جمع السوار * (وسقاهم ربهم شرابا طهورا) * يعني الذي سقاهم خدمهم ويقال الذين يشربون من قبل أن يدخلوا الجنة ثم قال * (إن هذا كان لكم جزاء) * يعني الذي وصف لكم في الجنة ثوابا لأعمالكم * (وكان سعيكم مشكورا) * يعني عملكم مقبولا يعني يبشرون بهذا إذا أرادوا أن يدخلوا الجنة
(٥٠٦)