تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٣٤٩
سورة القمر كلها مكية وهي خمسون وخمس آيات سورة القمر 1 - 4 قوله تبارك وتعالى * (اقتربت الساعة) * يعني دنا قيام الساعة لأن خروج النبي صلى الله عليه وسلم كان من علامات الساعة * (وانشق القمر) * وذلك أن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم علامة لنبوته فانشق القمر نصفين وروي عن عبد الله بن مسعود أنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فانشق القمر نصفين فرأيت حراء بين فلقتي القمر وعن جبير بن مطعم قال انشق القمر ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة وروى قتادة عن أنس قال سأل أهل مكة رسول الله صلى الله عليه وسلم آية فانشق القمر بمكة وقال بعضهم * (اقتربت الساعة وانشق القمر) * يعني تقوم الساعة وينشق القمر يوم القيامة وأكثر المفسرين قالوا إن هذا قد مضى وقال عبد الله بن مسعود ما وعد الله ورسوله من أشراط الساعة كلها قد مضى إلا أربعة طلوع الشمس من مغربها ودابة الأرض وخروج الدجال وخروج يأجوج ومأجوج ثم قال * (وإن يروا آية يعرضوا) * يعني إذا رأوا آية من آيات الله ثمل انشقاق القمر * (يعرضوا) * عنها ولا يتفكروا فيها * (ويقولوا سحر مستمر) * يعني مصنوعا سيذهب ويقال معناها ذاهبا يذهب ثم التئام القمر وقال القتبي * (سحر مستمر) * يعني شديد قوي وهو من المرة وهو القتل وقال الزجاج في * (مستمر) * قولان قول ذاهب وقول دائم وقال الضحاك لما رأى أهل مكة انشقاق القمر وقال أبو جهل هذا سحر مستمر فابعثوا إلى أهل
(٣٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 344 345 346 347 348 349 350 351 352 353 354 ... » »»