تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٣٥٠
الآفاق حتى ينظروا إذا رأوا القمر منشقا أم لا فأخبر أهل الآفاق أنهم رأوه منشقا قالوا هذا * (سحر مستمر) * يعني استمر سحره في الآفاق قوله عز وجل * (وكذبوا) * يعني كذبوا بالآية وبقيام الساعة * (واتبعوا أهواءهم) * في عبادة الأصنام * (وكل أمر مستقر) * يعني كل قول من الله له حقيقة منه في الدنيا سيظهر وما كان منه في الآخرة سيعرف يعني ما وعد لهم من العقوبة ويقال معناه * (مستقر) * لأهل النار عملهم ولأهل الجنة عملهم يعني يعطي لكل فريق جزاء أعمالهم ثم قال * (ولقد جاءهم من الأنباء) * يعني جاء لأهل مكة من الأخبار عن الأمم الخالية * (ما فيه مزدجر) * يعني ما فيه موعظة لهم وزجر عن الشرك والمعاصي سورة القمر 5 - 8 قوله تعالى * (حكمة بالغة) * يعني جاءهم كلمة بالغة وهو القرآن يعني حكمة وثيقة * (فما تغن النذر) * يعني لا تنفعهم النذر إن لم يؤمنوا كقوله * (وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون) * [يونس 101] ويقال * (فما تغن النذر) * لم تنفعهم الرسل إذا نزل بهم العذاب إن لم يؤمنوا قوله تعالى * (فتول عنهم) * يعني اتركهم وأعرض عنهم بعدما أقمت عليهم الحجة * (يوم يدع الداع) * يعني يدعو إسرافيل على صخرة بيت المقدس " إلى شيء نكر " يعني إلى أمر فظيع شديد منكر * (خشعا) * يعني ذليلة * (أبصارهم) * خاشعا نصب على الحال يعني يخرجون خاشعا قرأ حمزة والكسائي وأبو عمرو * (خاشعا) * بالألف مع النصب والباقون * (خشعا) * بضم الخاء بغير ألف وتشديد الشين بلفظ الجمع لأنه نعت للجماعة ومن قرأ بلفظ الواحد فلأجل تقديم النعت وقرأ ابن مسعود * (خاشعة) * بلفظ التأنيث لأجل جماعة البصر وقرأ ابن كثير " إلى شيء نكر " بجزم الكاف والباقون بالضم وهما لغتان ثم قال عز وجل * (يخرجون من الأجداث) * يعني من القبور * (كأنهم جراد منتشر) * يعني انتشروا على معدنهم ويجول بعضهم في بعض ثم قال * (مهطعين إلى الداع) * يعني مقبلين إلى صوت إسرافيل * (يقول الكافرون هذا يوم عسر) * يعني شديد عسر علينا وروي في الخبر (أنهم إذا خرجوا من قبورهم يمكثون واقفين أربعين سنة) ويقال مائة سنة حتى يقولوا أرحنا من هذا ولو إلى النار ثم يؤمرون بالحساب
(٣٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 345 346 347 348 349 350 351 352 353 354 355 ... » »»