تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٢١٥
وابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر * (أرنا) * بجزم الراء والباقون بالكسر ومعناهما واحد سورة فصلت 30 - 32 قوله تعالى * (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا) * يعني * (قالوا ربنا الله) * فعرفوه و * (استقاموا) * على المعرفة وقال القتبي يعني آمنوا ثم استقاموا على طاعة الله وقال ابن عباس في رواية الكلبي * (ثم استقاموا) * على ما افترض الله عليهم وروي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قرأ هذه الآية ثم قال أتدرون ما استقاموا عليه فقالوا ما هو يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يعني استقاموا ولم يشركوا وقال عمر رضي الله عنه * (ثم استقاموا) * ولم يروغوا روغان الثعلب على طاعة الله وعن أبي العالية * (ثم استقاموا) * قال أخلصوا له الدين والعمل ويقال وحدوا الله تعالى واستقاموا على طاعته ولزموا سنة نبيه وقال بعض المتأخرين معناه * (ثم استقاموا) * فعلا كما استقاموا قولا وقد قيل أيضا * (إن الذين قالوا ربنا الله) * يعني يقولون الله مانعنا ومعطينا وضارنا ونافعنا * (ثم استقاموا) * على ذلك القول ولا يرون النفع ولا يرجون من أحد دون الله تعالى ولا يخافون أحدا دون الله فذكر أعمالهم ثم ذكر ثوابهم فقال * (تتنزل عليهم الملائكة) * قال الكلبي يعني تتنزل عليهم الملائكة عند قبض أرواحهم ويبشرونهم ويقولون * (ألا تخافوا ولا تحزنوا) * يعني لا تخافوا أمامكم من العذاب ولا تحزنوا على ما خلفكم من الدنيا وقال مقاتل * (تتنزل عليهم الملائكة) * يعني تتنزل عليهم الحفظة من السماء فتقول له أتعرفني فيقول لا فيقول أنا الذي كنت أكتب عملك وبشره بالجنة فذلك قوله * (وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون) * في الدنيا وقال زيد بن أسلم البشرى في ثلاث مواطن عند الموت وفي القبر وفي البعث وقال بعض المتأخرين هذه البشرى للخائف الحزين لا للآمن المستبشر يعني الذي كان خائفا في الدنيا ثم قال عز وجل " ونحن أولياؤكم في الحياة الدنيا " يعني تقول لهم الحفظة نحن كنا أولياؤكم في الحياة الدنيا ونحن أولياؤكم * (وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم) * يعني لكم في الجنة ما تحب وتتمنى قلوبكم * (ولكم فيها ما تدعون) * يعني تسألون
(٢١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 ... » »»