تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٢٢٠
سورة فصلت 45 - 46 قوله تعالى * (ولقد آتينا موسى الكتاب) * يعني أعطينا موسى التوراة ويقال الألواح " فاختلف فيه " يعني صدق بعضهم وكذب بعضهم * (ولولا كلمة سبقت من ربك) * يعني وجبت بتأخير العذاب * (لقضي بينهم) * يعني لفرغ من أمرهم ولهلك المكذب " وإنهم لفي شك منه مريب " يعني من العذاب بعد البعث * (مريب) * لا يعرفون شكهم ويقال * (مريب) * أي ظاهر الشك ويقال * (ولولا كلمة سبقت من ربك) * بتأخير العذاب عن هذه الأمة إلى يوم القيامة لأتاهم العذاب إذ كذبوه كما فعل بغيرهم قوله تعالى * (من عمل صالحا فلنفسه) * يعني ثوابه لنفسه * (ومن أساء فعليها) * يعني العذاب على نفسه * (وما ربك بظلام للعبيد) * يعني لا يعذب أحدا بغير ذنب سورة فصلت 47 - 48 قوله تعالى * (إليه يرد علم الساعة) * يعني لا يعلم قيام الساعة أحد إلا الله يعني يرد الخلق كلهم علم قيام الساعة إلى ربهم * (وما تخرج من ثمرات من أكمامها) * يعني حين تطلع وغلاف كل شيء كمه أي تخرج من موضعها الذي كانت فيه قرأ نافع وابن عامر وعاصم في إحدى رواية حفص * (من ثمرات) * بلفظ الجمع والباقون * (من ثمرة) * بلفظ الواحد ثم قال * (وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه) * يعني إلا وهو يعلمه ولا يعلم أحد قبل الولادة كيف صفته ولا يعلم أحد بعد وضعه كم أجله * (ويوم يناديهم) * يعني يدعوهم * (أين شركائي) * يعني الذين كنتم تدعون من دون الله * (قالوا آذناك ما منا من شهيد) * يعني أعلمناك وقلنا لك * (ما منا من شهيد) * يعني يشهد بأن لك شريكا أي يتبرأون من أن يكون مع الله شريك ويقال ما منا من أحد يشهد لك أنه عبد أحد دونك وقال القتبي هذا قول الآلهة التي كانوا يعبدون في الدنيا * (ما منا من شهيد) * لهم كما قالوا وادعوه في الدنيا فينا * (وضل عنهم) * يعني بطل عنهم * (ما كانوا يدعون من قبل) * في الدنيا * (وظنوا ما لهم من محيص) * يعني علموا واستيقنوا ما لهم من ملجأ ولا مفر من النار
(٢٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 ... » »»