تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٢٠٣
قول الله عز وجل * (الله الذي جعل لكم الليل) * يعني خلق لكم الليل * (لتسكنوا فيه) * يعني لتستقروا فيه وتستريحوا فيه * (والنهار مبصرا) * يعني مضيئا لابتغاء الرزق والمعيشة ويقال " مبصرا فيه " لتبصروا فيه * (إن الله لذو فضل على الناس) * يعني على أهل مكة بتأخير العذاب عنهم وقيل على جميع الناس بخلق الليل والنهار * (ولكن أكثر الناس لا يشكرون) * لربهم في النعمة فيوحدونه ويطيعونه قوله تعالى * (ذلكم الله ربكم) * يعني الذي خلق هذا هو ربكم " خالق كل شيء لا إله إلا هو فأنى تؤفكون " أي تصرفون وتحولون ويقال * (فأنى تؤفكون) * أي من أين تكذبون * (كذلك يؤفك) * يعني هكذا يكذب ويقال هكذا يحول * (الذين كانوا بآيات الله يجحدون) * ويقال هكذا يؤفك الذين كانوا من قبلهم قوله تعالى * (الله الذي جعل لكم الأرض قرارا) * أي بسط لكم الأرض وجعلها موضع قراركم * (والسماء بناء) * يعني خلق السماء فوقكم مرتفعا * (وصوركم) * يعني خلقكم * (فأحسن صوركم) * ولم يخلقكم على صورة الدواب * (فأحسن صوركم) * يعني أحكم خلقكم * (ورزقكم من الطيبات) * يعني الحلالات يقال اللذيذات * (ذلكم الله ربكم) * يعني الذي خلق هذه الأشياء هو ربكم * (فتبارك الله رب العالمين) * يقال هو من البركة يعني البركة منه قوله تعالى * (هو الحي) * يعني هو الحي الذي لا يموت ويميت الخلائق * (لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين) * يعني بالتوحيد * (الحمد لله رب العالمين) * يعني قولوا الحمد لله رب العالمين الذي صنع لنا هذا سورة غافر 66 - 68 قوله تعالى * (قل إني نهيت) * يعني قل يا محمد لأهل مكة * (إني نهيت) * * (أن أعبد الذين تدعون من دون الله) * يعني نهاني ربي أن أعبد الذين تعبدون من دون الله من الأصنام * (لما جاءني البينات من ربي) * الواضحات وهو القرآن * (وأمرت أن أسلم لرب العالمين) * يعني أستقيم على التوحيد قوله عز وجل " هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم " وقد ذكرناه من قبل * (ثم لتكونوا شيوخا) * يعني يعيش الإنسان إلى أن يصير شيخا
(٢٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 ... » »»