تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٢٠٦
سورة غافر 85 ثم ذكر صنعه ليعتبروا فقال * (الله الذي جعل لكم الأنعام) * يعني خلق لكم البقر والغنم والإبل * (لتركبوا منها) * يعني بعضها يعني الإبل * (ومنها تأكلون) * من لحومها وألبانها * (ولكم فيها منافع) * يعني في الأنعام * (منافع) * في ظهورها وشعورها وشرب ألبانها * (ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم) * يعني ما في قلوبكم من بلد إلى بلد * (وعليها وعلى الفلك تحملون) * يعني على الأنعام وعلى السفن قوله عز وجل * (ويريكم آياته) * يعني دلائله وعجائبه * (فأي آيات الله تنكرون) * بأنها ليست من الله تعالى ثم قال * (أفلم يسيروا في الأرض) * يعني يسافروا في الأرض * (فينظروا) * يعني فيعتبروا * (كيف كان عاقبة الذين من قبلهم) * يعني آخر أمر من كان قبلهم كيف فعلنا بهم حين كذبوا رسلهم * (كانوا أكثر منهم) * يعني أكثر من قومك في العدد * (وأشد قوة) * من قومك * (وآثارا في الأرض) * يعني مصانعهم أعظم آثارا في الأرض وأطول أعمارا وأكثر ملكا في الأرض * (فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون) * يعني لم ينفعهم ما عملوا في الدنيا حين نزل بهم العذاب قوله عز وجل * (فلما جاءتهم رسلهم بالبينات) * بالأمر والنهي وبخبر العذاب * (فرحوا بما عندهم من العلم) * يعني من قلة علمهم رضوا بما عندهم من العلم ولم ينظروا إلى دلائل الرسل ويقال رضوا بما عندهم فقالوا لن نعذب ولن نبعث ويقال * (فرحوا بما عندهم من العلم) * أي علم التجارة كقوله * (يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا) * [الروم 7] * (وحاق بهم) * يعني نزل بهم " ما كانوا يستهزئون " يعني يسخرون به ويقولون إنه غير نازل بهم قوله عز وجل * (فلما رأوا بأسنا) * يعني عذابنا في الدنيا * (قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا) * يعني تبرأنا * (بما كنا به مشركين) * يعني بما كنا به مشركين من الأوثان يقول الله تعالى * (فلم يك ينفعهم إيمانهم) * يعني تصديقهم * (لما رأوا بأسنا) * يعني حين رأوا عذابنا قال القتبي البأس الشدة والبأس العذاب كقوله * (فلما رأوا بأسنا) * وكقوله * (فلما أحسوا) * بأسنا " سنت الله التي قد خلت في عباده " قال مقاتل يعني كذلك كانت سنة الله * (في عباده) * يعني العذاب في الأمم الخالية إذا عاينوا العذاب لم ينفعهم الإيمان وقال القتبي هكذا سنة الله أنه من كفر عذبه * (وخسر هنالك الكافرون) * أي خسر عند ذلك الكافرون بتوحيد الله عز وجل و صلى الله عليه وسلم على سيدنا محمد وآله وسلم
(٢٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 ... » »»