تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ١٣١
على وجه الإنكار والاستعظام لذلك القول كما قال في آية أخرى * (وإن تعجب فعجب قولهم) * [الرعد 5] وروى الأعمش عن سفيان بن سلمة فذكر ذلك لإبراهيم النخعي فقال إبراهيم أن شريحا كان يقرأ * (بل عجبت) * بالنصب ويقول إنما يعجب من لا يعلم وقال الأعمش فقلت ذلك لإبراهيم النخعي فقال إبراهيم إن شريحا كان معجبا برأيه وعبد الله بن مسعود كان أعلم منه وهو كان يقرؤها * (بل عجبت) * بالضم وروي عن ابن عباس أنه كان يقرأ هكذا بالضم وهو اختيار أبي عبيدة ثم قال * (ويسخرون) * يعني يسخرون حين سمعوا * (وإذا ذكروا لا يذكرون) * يعني إذا وعظوا بالقرآن لا يتعظون * (وإذا رأوا آية) * يعني علامة مثل انشقاق القمر * (يستسخرون) * يعني يستهزئون ويسخرون وقال أهل اللغة سخر واستسخر بمعنى واحد مثل قر واستقر * (وقالوا إن هذا إلا سحر مبين) * يعني بين قوله عز وجل * (أئذا متنا) * يعني يقولون إذا متنا * (وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون) * يعني لمحيون بعد الموت * (أو آباؤنا الأولون قل) * يا محمد * (نعم وأنتم داخرون) * يعني صاغرون سورة الصافات 19 - 25 ثم قال عز وجل * (فإنما هي زجرة واحدة) * يعني صيحة ونفخة واحدة ولا يحتاج إلى الأخرى * (فإذا هم) * يعني الخلائق * (ينظرون) * يعني يخرجون من قبورهم وينظرون إلى السماء كيف غيرت والأرض كيف بدلت فلما عاينوا البعث ذكروا قول الرسل إن البعث حق (وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدين) يعني يوم الحساب ويقال يوم الجزاء فردت عليهم الحفظة ويقولون * (هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون) * أنه لا يكون ثم ينادي المنادي * (احشروا الذين ظلموا) * يعني سوقوا الذين كفروا " وأزواجهم " يعني وأشباههم ويقال وقرناءهم وضرباءهم ويقال وأشياعهم وأعوانهم ويقال وأمثالهم * (وما كانوا يعبدون من دون الله) * يعني من الشياطين الذين أضلوهم ويقال كل معبود وكل من يطاع في المعصية * (فاهدوهم) * يعني ادعوهم جميعا ويقال اذهبوا بهم وسوقوهم جميعا * (إلى صراط الجحيم) * يعني إلى طريق الجحيم والجحيم ما عظم من النار ويقال إلى وسط الجحيم فلما انطلق بهم إلى جهنم أرسل الله عز وجل ملكا يقول * (وقفوهم) * أي احبسوهم
(١٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 ... » »»