تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ١٤٢
سورة الصافات 112 - 113 قوله عز وجل * (فلما أسلما) * يعني اتفقا على أمر الله تعالى قال قتادة أسلم هذا نفسه لله تعالى وأسلم هذا ابنه لله تعالى وروي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قرأ " فلما سلما " يعني رضيا * (وتله للجبين) * يعني صرعه على جبينه أي على وجهه وقال القتبي * (وتله للجبين) * يعني جعل إحدى جبينيه على الأرض وهما جبينان والجبهة بينهما * (وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا) * وقال القتبي الواو زيادة ومعناه فلما أسلما وتله للجبين ناديناه وهذا كما قال امرئ القيس (فلما أجزنا ساحة الحي وانتحى * بنا بطن خبت ذي قفاف عقنقل) يعني انتحى والواو زيادة وقال بعضهم في الآية مضمر ومعناه * (فلما أسلما) * وسلما * (وتله للجبين) * وذكر عن الخليل بن أحمد أنه سئل عن هذه الآية فقال ليس لنا في كتاب الله عز وجل تكلم فقيل له فما مثله في العربية فقال قول امرئ القيس فلما أجزنا ساحة الحي أجزنا وانتحى بنا كذلك قوله * (أسلما) * سلما * (وتله للجبين) * * (وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا) * يعني أوفيت الوعد وائتمرت ما أمرت يقول الله تعالى * (إنا كذلك نجزي المحسنين) * كما فعلت يا إبراهيم وقد * (فديناه بذبح عظيم) * قوله عز وجل * (إن هذا لهو البلاء المبين) * يعني الاختبار البين ثم قال * (وفديناه بذبح عظيم) * يعني بكبش عظيم والذبح بكسر الذال اسم لما يذبح وبالنصب مصدر وروي عن ابن عباس أنه قال حدثني من رأى قرني الكبش معلقين في الكعبة وهو الكبش الذي ذبحه إبراهيم عن إسماعيل عليهما السلام ثم قال عز وجل * (وتركنا عليه في الآخرين) * قال الثناء الحسن * (سلام على إبراهيم) * يعني سلام الله على إبراهيم ويقال هذا موصول بالأول يعني * (وتركنا عليه في الآخرين) * * (سلام على إبراهيم) * يعني أثنينا ثناء عليه السلام في الآخرين ثم قال * (كذلك نجزي المحسنين إنه من عبادنا المؤمنين) * يعني المصدقين المخلصين ثم قال عز وجل * (وبشرناه بإسحاق) * قال ابن عباس بشرنا بإسحاق بعدما أمر بذبح إسماعيل وكان أكبر من إسحاق بثلاث عشرة سنة ويقال * (وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين) * يعني بشرناه بنبوة إسحاق بعدما أمر بذبح إسحاق عليه السلام
(١٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 ... » »»