تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ١٢٠
بنصب الياء وكسر الخاء وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بنصب الياء والخاء وقراءة حمزة * (يخصمون) * بنصب الياء وجزم الخاء بغير تشديد ومعناه تأخذهم وبعضهم يخصم بعضا ومن قرأ بالتشديد فالأصل فيه يختصمون فأدغمت التاء في الصاد وشددت ومن قرأ بنصب الخاء طرح فتحة التاء على الخاء ومن قرأ بكسر الخاء فلسكونها وسكون الصاد وروي عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال لينفخن في الصور والناس في طرقهم وأسواقهم حتى أن الثوب ليكون بين الرجلين يتساومان فما يرسله واحد منهما حتى ينفخ في الصور فيصعق بها فيضعونه وهي التي قال الله تعالى * (ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون) * قال الفقيه أبو الليث رحمه الله وأخبرني الثقة بإسناده عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (تقوم الساعة والرجلان يتبايعان الثوب فلا يطويانه ولا يتبايعانه وتقوم الساعة والرجل يحلب الناقة فلا يصل الإناء على فيه وتقوم الساعة وهو يلوط الحوض فلا يسقى فيه) ثم قال تعالى * (فلا يستطيعون توصية) * يعني يموتون من ساعتهم بغير وصية فلا يستطيعون أن يوصوا إلى أهلهم بشيء * (ولا إلى أهلهم يرجعون) * يعني ولا إلى منازلهم يرجعون من الأسواق فأخبر الله تعالى بما يلقون في النفخة الأولى ثم أخبر بما يلقون في النفخة الثانية يعني إذا بعثوا من قبورهم بعد الموت فذلك قوله * (ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث) * من القبور * (إلى ربهم ينسلون) * يعني يخرجون من قبورهم أحياء وكان بين النفختين أربعين عاما في رواية ابن عباس وقيل أكثر من ذلك ورفع العذاب عن الكفار بين النفختين فكأنهم رقدوا فلما بعثوا * (قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا) * يعني من أيقظنا من منامنا قال لهم الحفظة من الملائكة * (هذا ما وعد الرحمن) * على ألسنة الرسل * (وصدق المرسلون) * بأن البعث حق ويقال إن المؤمنين هم الذين يقولون * (هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون) * بأن البعث كائن سورة يس 53 - 58 ثم قال عز وجل * (إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون) * قال الكلبي يعني في الآخرة وقال مقاتل في بيت المقدس يجاء بهم
(١٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 ... » »»