تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ١٣٠
رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في نفر من أصحابه إذ رمي بنجم فاستنار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما كنتم تقولون لمثل هذا في الجاهلية) قالوا يموت عظيم أو يولد عظيم فقال صلى الله عليه وسلم (إنه لا يرمى لموت أحد ولا لحياته ولكن الله عز وجل إذا قضى أمرا يسبحه حملة العرش وأهل السماء السابعة يقول ماذا قال ربكم فيخبرونهم فيستخبر أهل كل سماء أهل السماء الأخرى حتى ينتهي الخبر إلى السماء الدنيا فتخطف الجن ويرمون فيما جاؤوا به على وجهه فهو حق ولكنهم يزيدون فيه ويكذبون) قال معمر قلت للزهري أو كان يرمى به في الجاهلية قال نعم قال قالت الجن لرسول الله صلى الله عليه وسلم " وأنا كنا نقعد منها مقعد للسمع " [الجن 9] فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا قال غلظ وشدد أمرها حيث بعث النبي صلى الله عليه وسلم وقوله * (دحورا) * يعني طردا بالشهب فيعيدونهم * (ولهم عذاب واصب) * يعني دائم يعني الشيطان لمن استمع ولمن لم يستمع في الآخرة وقال مقاتل في الآية تقديم * (إلا من خطف الخطفة) * من الشياطين ويختطف يعني يستمع إلى الملأ الأعلى من كلام الملائكة عليهم السلام * (فأتبعه شهاب ثاقب) * والشهاب في اللغة كل أبيض ذي نور والثاقب المضيء قوله عز وجل * (فاستفتهم) * يعني سل أهل مكة وهذا سؤال تقدير لا سؤال استفهام وقال تعالى * (أهم أشد خلقا) * بالبعث يعني بعثهم أشد * (أم من خلقنا) * يعني أم خلقهم في الابتداء فقال * (إنا خلقناهم من طين لازب) * يعني خلقنا آدم وهم من نسله من طين حمئة ويقال * (لازب) * أي لاصق ويقال * (لازب) * يعني لازم إلا أن الباء تبدل من الميم لقرب مخرجيهما كما يقال سمد رأسه وسبد إذا استأصله واللازب واللاصق واحد سورة الصافات 12 - 18 ثم قال * (بل عجبت ويسخرون) * قرأ حمزة والكسائي * (عجبت) * بضم التاء وقرأ الباقون * (عجبت) * بالنصب فمن قرأ بالنصب فالمعنى بل عجبت يا محمد من نزول الوحي عليك والكافرون يسخرون مكذبين لك ومن قرأ * (بل عجبت) * بالضم فهو إخبار عن الله تعالى وقد أنكر قوم هذه القراءة وقالوا إن الله تعالى لا يعجب من شيء لأنه علم الأشياء قبل كونها وإنما يتعجب من سمع أو رأى شيئا لم يسمعه ولم يره ولكن الجواب أن يقال العجب من الله عز وجل بخلاف العجب من الآدميين ولا يكون على وجه التعجب ويكون
(١٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 ... » »»