تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ١٣٥
ذلك * (قال تالله إن كدت لتردين) * يعني والله لقد هممت لتغويني ولتضلني ويقال * (لتردين) * أي لتهلكني يقال أرديت فلانا أي أهلكته والردى الموت والهلاك وقال القتبي في قوله " إنا لمدينون " أي مجازون بأعمالنا يقال دنته بما صنع أي جازيته سورة الصافات 57 - 65 ثم قال عز وجل * (ولولا نعمة ربي) * يعني لولا ما أنعم الله علي بالإسلام * (لكنت من المحضرين) * معك في النار ثم أقبل المؤمن على أصحابه في الجنة فقال يا أهل الجنة * (أفما نحن بميتين إلا موتتنا الأولى) * اللفظ لفظ الاستفهام والمراد به النفي يعني لا نموت أبدا سوى موتتنا الأولى وذلك حين يذبح الموت فيأمنوا من الموت * (وما نحن بمعذبين) * يعني لم نكن من المعذبين مثل أهل النار قال الله عز وجل * (إن هذا لهو الفوز العظيم) * يعني النجاة الوافرة فازوا بالجنة ونجوا من النار * (لمثل هذا) * يعني لمثل هذا الثواب والنعم والخلود * (فليعمل العاملون) * يعني فليبادر المبادرون ويقال فليجتهد المجتهدون ويقال فليحتمل المحتملون الأذى لأنه فد حفت الجنة بالمكاره ثم قال * (أذلك خير نزلا) * يعني الذي وصفت في الجنة خير ثوابا ويقال رزقا ويقال منزلا * (أم شجرة الزقوم) * للكافرين * (إنا جعلناها فتنة للظالمين) * يعني بلاء للمشركين قال قتادة زادتهم تكذيبا فقالوا يخبركم محمد أن في النار شجرة والنار تحرق الشجرة وقال مجاهد * (إنا جعلناها فتنة) * قول أبي جهل إنما الزقوم التمر والزبد فقال لجاريته زقمينا فزقمته فأخبر الله تعالى عن الزقوم أنه لا يشبه النخل ولا طلعها كطلع النخل فقال * (أذلك خير نزلا) * يعني نعيم الجنة وما فيها من اللذات * (خير نزلا) * أي طعاما * (أم شجرة الزقوم) * لأهل النار قوله عز وجل * (إنا جعلناها فتنة للظالمين) * ثم وصف الشجرة فقال * (إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم) * يعني في وسط الجحيم * (طلعها) * يعني ثمرتها * (كأنه رؤوس الشياطين) * يعني رؤوس الحيات قبيح في النظر ويقال هو نبت لا يكون شيء من النبات أقبح منه وهو يشبه الحسك فيبقى في الجلود ويقال هي رؤوس الشياطين بعينها وذلك أن العرب إذا وصفت الشيء بالقبح تقول كأنه شيطان
(١٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 ... » »»