163 - 166 قوله تعالى * (إنا أوحينا إليك) * يعني أرسلنا إليك جبريل * (كما أوحينا إلى نوح) * يعني كما أرسلنا إلى نوح عليه السلام ويقال * (أوحينا إليك) * بأن تثبت على التوحيد وتأمر الناس بالتوحيد * (كما أوحينا إلى نوح) * بأن يثبت على التوحيد ويدعو الناس إلى التوحيد * (والنبيين من بعده) * يعني أوحينا إليهم بذلك * (وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق) * وهما ابنا إبراهيم عليهم السلام * (ويعقوب) * وهو ابن إسحاق * (والأسباط) * وهم أولاد يعقوب عليه السلام كانوا اثني عشر سبطا أوحينا إلى أنبيائهم بأن يثبتوا على التوحيد ويدعوا الناس إلى ذلك " و " أوحينا إلى * (عيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داود زبورا) * قرأ حمزة * ( زبورا) * بضم الزاي وقرأ الباقون بالنصب في جميع القرآن ومعناهما واحد وهو عبارة عن الكتاب ثم قال عز وجل * (ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل) * يعني قد سميناهم لك من قبل يعني بمكة * (ورسلا لم نقصصهم عليك) * يعني لم نسمهم لك وقد أرسلناك كما أرسلنا هؤلاء وروي عن كعب الأحبار أنه قال كان الأنبياء عليهم السلام ألفي ألف ومائتي ألف وقال وقاتل كان الأنبياء ألف ألف وأربعمائة ألف وأربعة وعشرين ألفا وروي عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال بعثت على أثر ثمانية آلاف من الأنبياء منهم أربعة آلاف من بني إسرائيل قال الفقيه أبو الليث رحمه الله حدثنا الفقيه أبو جعفر قال حدثنا أحمد بن محمد القاضي قال حدثنا إبراهيم بن خشيش البصري عن شعبة عن أبي إسحاق عن الحارث الأعور عن أبي ذر الغفاري قال قلت يا رسول الله كم كانت الأنبياء عليهم السلام وكم كان المرسلون فقال صلى الله عليه وسلم كانت الأنبياء مائة ألف نبي وأربعة وعشرين ألف نبي وكان المرسلون ثلاثمائة وثلاثة عشر ثم قال تعالى * (وكلم الله موسى تكليما) * قال بعضهم معناه أنه قد أوحى إليه وإنما سماه كلاما على وجه المجاز كما قال في آية أخرى " أم أنزلنا عليهم سلطنا فهو يتكلم " الروم 35 يعني يستدلون بذلك والعرب تقول قال الحائط كذا وكذا وقال عامة المفسرين وأهل العلم إن هذا كلام حقيقة لا مجازا لأنه قد أكده بالمصدر حيث قال " وكلم الله موسى
(٣٨٢)