طريق جهنم) يعني يتركهم ويخذلهم في طريق الكفر عقوبة لكفرهم ولجحودهم وهو طريق جهنم ويقال إلا العمل الذي يجرهم إلى جهنم وقال الضحاك لا يهديهم طريقا يوم القيامة يعني لا يرفع لهم إلا طريق جهنم وذلك أن اليهود أهل الإيمان يرفع لهم في الموقف طريق تأخذ بهم إلى الجنة ويرفع لأهل الكفر طريق ينتهي بهم إلى النار ثم قال * (خالدين فيها أبدا) * يعني دائمين فيها * (وكان ذلك على الله يسيرا) * يعني خلودهم وعذابهم في النار هين على الله تعالى سورة النساء 170 - 171 قوله تعالى * (يا أيها الناس) * قال ابن عباس يعني يا أهل مكة * (قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم) * أي بشهادة أن لا إله إلا الله ويقال ببيان الحق ويقال بالحق يعني بالفرض والحجة وقوله * (قد جاءكم) * على وجه المجاز لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كان فيهم ولكن معناه أنه قد ظهر فيكم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال في آية أخرى * (لقد جاءكم رسول من أنفسكم) * سورة التوبة 128 أي ظهر فيكم ثم قال * (فآمنوا خيرا لكم) * يعني صدقوا بوحدانية الله تعالى والقرآن الذي جاءكم به محمد صلى الله عليه وسلم خير لكم من عبادة الأوثان لأن عبادة الأوثان لا تغنيكم شيئا ثم قال تعالى * (وإن تكفروا) * يعني إن تجحدوا بالله وبمحمد صلى الله عليه وسلم فإن الله غني عنكم * (فإن لله ما في السماوات والأرض) * كلهم عبيده وإماؤه * (وكان الله عليما) * بخلقه * (حكيما) * في أمره ثم قال عز وجل * (يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم) * قال الضحاك يعني لا تكذبوا في دينكم وقال بعض أهل اللغة الغلو مجاوزة القدر في الظلم ويقال الغلو أن تتجاوز لما حد لك وقال القتبي لا تفرطوا في دينكم فإن دين الله بين المقصر والغالي وغلا في القول إذا تجاوز المقدار وقال ابن عباس وذلك أن اليعقوبية وهم صنف من النصارى قالوا عيسى هو الله وقالت النسطورية هو ابن الله وقالت المرقوسية هو ثالث ثلاثة فنزل * (يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم) * قال مقاتل الغلو في الدين أن يقول على الله غير الحق ويقال لا تتعمقوا في دينكم
(٣٨٤)