تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ٣٧٨
الرسل * (ولم يفرقوا بين أحد منهم) * في الإيمان والتصديق يعني لم يكفروا ولم يجحدوا بأحد من الأنبياء والرسل عليهم السلام ويصدقون بجميع الكتب * (أولئك) * يعني أهل هذه الصفة " سوف نؤتيهم أجورهم " يعني سنعطيهم ثوابهم في الجنة * (وكان الله غفورا) * لذنوبهم * (رحيما) * لما كان منهم في الشرك قرأ عاصم في رواية حفص * (يؤتيهم) * بالياء وقرأ الباقون * (نؤتيهم) * بالنون سورة النساء 153 - 158 قوله تعالى * (يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء) * يعني جملة واحدة كما جاء به موسى عليه السلام ويقال إن كعب بن الأشرف وفنحاص بن عازوراء وأصحابهما قالوا لن نؤمن لك حتى تنزل علينا كتابا تحمله الملائكة إلينا فتقرؤه قال الله تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم * (فقد سألوا موسى أكبر من ذلك) * يعني إن هؤلاء من أصل أولئك القوم الذين * (فقالوا) * لموسى عليه السلام * (أرنا الله جهرة) * يعني عيانا وهم القوم الذين ساروا مع موسى عليه السلام إلى طور سيناء * (فأخذتهم الصاعقة) * يعني أحرقتهم النار * (بظلمهم) * يعني بقولهم وسؤالهم * (ثم اتخذوا العجل) * يعني ومع ذلك قد عبدوا العجل وهم قوم موسى عليه السلام في حال غيبته * (من بعد ما جاءتهم البينات) * يعني جاءهم موسى عليه السلام بالآيات والعلامات * (فعفونا عن ذلك) * كله ولم نستأصلهم * (وآتينا موسى سلطانا مبينا) * يعني حجة بينة وهي اليد والعصا * (ورفعنا فوقهم) * يقول رفعنا فوقهم الطور " الطور بميثاقيهم " يعني بإقرارهم بما في التوراة حتى أبوا أن يقبلوا الشرائع * (وقلنا لهم ادخلوا الباب سجدا) * يعني باب أريحة منحنية أصلابهم * (وقلنا لهم لا تعدوا في السبت) * يقول لا تستحلوا أخذ السمك في يوم السبت قرأ نافع في رواية ورش * (لا تعدوا) * بالتشديد لأن أصله لا تعتدوا فأدغم التاء في الدال وأقيم التشديد مقامه وقرأ الباقون " ولا تعدوا " بالتخفيف من عدا يعدو عدوانا
(٣٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 373 374 375 376 377 378 379 380 381 382 383 ... » »»