تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ٣٢٢
ألا ترى أنه روي وروي عن عمر بن الخطاب وعلي رضي الله عنهما أنهما قالا حد العبد نصف حد الحر ثم قال تعالى * (ذلك) * أي هذا الذي ذكر في الآية وهو رخصة نكاح الأمة * (لمن خشي العنت منكم) * يعني الإثم في دينه ويقال الزنى والفجور قال القتبي أصله الضر والإفساد ثم قال تعالى * (وإن تصبروا) * يعني عن نكاح الإماء " خير لكم من تزوجهن لأنه لو تزوج الأمة يصير ولده عبدا وروي عن عمر أنه قال أيما حر تزوج بأمة فقد أرق نصفه يعني يصير ولده رقيقا فالصبر عن ذلك أفضل لكيلا يرق ولده وقال مجاهد " وأن تصبروا " على نكاح الأمة " خير لكم " من أن تقعوا في الفجور " والله غفور " لما أصبتم منهن قبل تحليله " رحيم " حين رخص في نكاح الأمة ويقال " رحيم " إذا لم يعجل العقوبة سورة النساء 26 - 28 قوله تعالى " يريد الله ليبين لكم " يعني بين لكم أن الصبر خير لكم من نكاح الإماء ويقال يبين لكم إباحة نكاح الأمة عند العذر ثم قال " ويهديكم سنن الذين من قبلكم " يعني شرائع الذين من قبلكم بأنه لم يحل لهم تزوج الإماء وقد أحل لكم ذلك وقال مقاتل " يريد الله ليبين لكم " حلاله وحرامه من النساء " ويهديكم " أي يبين لكم شرائع من كان قبلكم " ويتوب عليكم " يعني يتجاوز عنكم ما فعلتم قبل التحريم " والله عليم " بمن فعله منكم بعد التحريم " حكيم " فيما نهاكم عن نكاح الإماء يعني لمن لم يجد طولا والنهي نهي استحباب لا نهي الوجوب ويقال إن هذا ابتداء القصة " يريد الله أن يبين لكم " كيفية طاعته " ويهديكم " يعني يعرفكم " سنن الذين من قبلكم " أي أنهم لما تركوا أمري فكيف عاقبتهم وأنتم إذا فعلتم ذلك لا أعاقبكم ولكني أتوب عليكم " والله عليم " بمن تاب " حكيم " حكم بقبول التوبة ثم قال تعالى " والله يريد أن يتوب عليكم " يعني يتجاوز عنكم ما كان منكم قبل التحريم ويقال ويتجاوز عنكم الزلل والخطايا " ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما " يعني أن تخطئوا خطأ عظيما لأن بعض الكفار كانوا يجيزون نكاح الأخت من الأب ويقال اليهود يريدون أن يقفوا منكم على الزلل والخطايا يعني أن الله قد بين لكم لكي لا يقفوا منكم على الزنا والخطايا ثم قال " يريد الله أن يخفف عنكم " يقول يهون عليكم الأمر إذ رخص لكم في نكاح
(٣٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 317 318 319 320 321 322 323 324 325 326 327 ... » »»