قوله تعالى * (يؤمنون بالله واليوم الآخر) * يعني يقرون بالله وبمحمد صلى الله عليه وسلم * (ويأمرون بالمعروف) * يعني باتباعه * (وينهون عن المنكر) * يعني الشرك * (ويسارعون في الخيرات) * يعني يبادرون إلى الطاعات والأعمال الصالحة * (وأولئك من الصالحين) * أي مع الصالحين وهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم في الجنة وقال تعالى * (وما يفعلوا من خير فلن يكفروه) * يعني لن تجحدوه ولن تنسوه يقول تجزون به وتثابون عليه في الآخرة وهذا كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال البر لا يبلى والإثم لا ينسى ثم قال تعالى * (والله عليم بالمتقين) * يعني عليم بثوابهم وهم مؤمنو أهل الكتاب ومن كان بمثل حالهم قرأ حمزة والكسائي وعاصم في رواية حفص * (وما يفعلوا من خير فلن يكفروه) * كلاهما بالياء والباقون كلاهما بالتاء على معنى المخاطبة سورة آل عمران 116 - 117 قوله تعالى * (إن الذين كفروا لن تغني عنهم) * قال مقاتل ذكر قبل هذا مؤمني أهل الكتاب ثم ذكر كفار أهل الكتاب وهو قوله * (إن الذين كفروا) * وأما الكلبي فقال هذا ابتداء * (إن الذين كفروا لن تغني عنهم) * كثرة * (أموالهم ولا أولادهم من) * عذاب * (الله شيئا) * وقال الضحاك يعني اليهود والنصارى وجميع الكفار وكل من خالف دين الإسلام وذلك أنهم تفاخروا بالأموال والأولاد وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين فأخبر الله تعالى أن أموالهم وأولادهم لا تغني عنهم من عذاب الله شيئا ثم قال * (وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) * ثم قال " كمثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا " قال الكلبي يعني ما ينفقون في غير طاعة الله * (مثل ريح فيها صر) * يعني برد شديد * (أصابت) * الريح الباردة * ( حرث قوم ظلموا أنفسهم) * بمنع حق الله تعالى فيه * (فأهلكته) * يقول أحرقته فلم ينتفعوا منه بشيء فكذلك نفقة من أنفق في غير طاعة الله لا ينفعه في الآخرة كما لا ينفع هذا الزرع في الدنيا وقال مقاتل يعني نفقة السفلة على رؤساء اليهود وقال الضحاك مثل نفقة الكفار من أموالهم في أعيادهم وعلى أضيافهم وما يعطي بعضهم بعضا على الضلالة * (كمثل ريح) * الآية ثم قال تعالى * (وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم يظلمون) * يعني أصحاب الزرع هم ظلموا أنفسهم بمنع حق الله تعالى فكذلك الكفار أبطلوا ثواب أعمالهم بالشرك بالله تعالى
(٢٦٥)