أحكام القرآن - الجصاص - ج ٣ - الصفحة ٣٢٨
قوله تعالى: (ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس) فيه الدلالة على صحة إجماعهم، لأن معناه: ليكون الرسول شهيدا عليكم بطاعة من أطاع في تبليغه وعصيان من عصى وتكونوا شهداء على الناس بأعمالهم فيما بلغتموهم من كتاب ربهم وسنة نبيهم، وهذه الآية نظير قوله تعالى: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا) [البقرة: 143]، فبدأ بمدحهم وفي ووصفهم بالعدالة ثم أخبر أنهم شهداء وحجة على من بعدهم، كما قال هنا: (هو اجتباكم) إلى قوله: (وتكونوا شهداء على الناس).
قوله تعالى: (وافعلوا الخير) ربما يحتج به المحتج في إيجاب قربة مختلف في وجوبها، وهذا عندنا لا يصح الاحتجاج به في إيجاب شيء ولا يصح اعتقاد العموم فيه.
آخر سورة الحج.
(٣٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 323 324 325 326 327 328 329 330 331 332 333 ... » »»