تفسير ابن أبي حاتم - ابن أبي حاتم الرازي - ج ٩ - الصفحة ٢٩١١
فتاتي بالسحاب من بين الخافقين طرف السماء والأرض، حيث يلتقيان فيخرجه من ثم، ثم ينشره فيبسطه في السماء كيف يشاء ثم يفتح أبواب السماء ليسيل الماء على السحاب ثم يمطر السحاب بعد ذلك. قوله: بشرا بين يدي رحمته 16526 حدثنا عبد الله بن سليمان، ثنا الحسين بن علي، ثنا عامر، ثنا أسباط، عن السدي بشرا بين يدي رحمته قال: ينشر السحاب بين يدي المطر.
16527 أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم فيما كتب إلي، ثنا أحمد بن المفضل، ثنا أسباط، عن السدي قوله: بين يدي رحمته اما رحمته فهو المطر. قوله تعالى: االه مع الله تعالى الله عما يشركون قد تقدم تفسيره. قوله تعالى: امن يبدأ الخلق ثم يعيده 16528 أخبرنا أبو عبد الله الطهراني فيما كتب إلي، أنبأ إسماعيل بن عبد الكريم حدثني عبد الصمد بن معقل انه سمع وهبا يقول: خلق الله ابن ادم كما شاء ومما شاء فكان كذلك فتبارك الله أحسن الخالقين خلق من التراب والماء، فمنه لحمه ودمه وشعره وعظامه وجسده، فهذا بدء الخلق الذي خلق الله منه ابن ادم.
ثم جعلت فيه النفس فيها يقوم ويقعد ويسمع ويبصر ويعلم ما تعلم الدواب ويتقي ما تتقي ثم جعلت فيه الروح فبه عرف الحق من الباطل والرشد من الغي، وبه حذر وتقدم واستشار وتعلم ودبر الأمور كلها.
فمن التراب يبوسته ومن الماء رطوبته.
فهذا بدء الخلق الذي منه خلق الله ابن ادم كما أحب ان يكون. قوله تعالى: ثم يعيده 16529 أخبرنا أبو عبد الله الطهراني باسناده أعلاه إلى وهب يقول: انه قرا في بعض الكتب: ان الله تبارك وتعالى حين خلق الخلق فنظر إليهم حين مشوا على وجه الأرض وجرت الأنهار، قال: انا الله الذي خلقتك بقوتي و اتقنتك بحكمتي، حق قضائي ونافذ أمري، وانا الذي افنيك كما خلقتك، حتى أبقى كما كنت قبل ان
(٢٩١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 2906 2907 2908 2909 2910 2911 2912 2913 2914 2915 2916 ... » »»