وننزل نحن ماء كذا وكذا ثم ينزل ماء كذا وكذا وننزل ماء كذا وكذا ثم نلتقي بماء كذا وكذا فكأنا فرسا رهان فسار النبي حتى نزل بدرا فوجد على ماء بدر بعض رقيق قريش ممن خرج يغيث أبا سفيان فأخذهم أصحابه فجعلوا يسألونهم فإذا صدقوهم ضربوهم وإذا كذبوهم تركوهم فمر بهم النبي صلى الله عليه وسلم وهم يفعلون ذلك فقال إن صدقكم ضربتموه وإن كذبكم تركتموه ثم دعا واحدا منهم فقال من يطعم القوم؟ فقال فلان وفلان فعدد رجالا يطعمهم كل رجل يوما قال فكم ينحر لهم؟ قال عشرة من الجزر فقال النبي صلى الله عليه وسلم الجزور بمائة وهم ما بين الألف والتسع مائة فلما جاء المشركون صافوهم وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد استشار قبل ذلك في قتالهم فقام أبو بكر يشير عليه فأجلسه النبي صلى الله عليه وسلم ثم استشارهم فقام عمر يشير عليه فأجلسه النبي صلى الله عليه وسلم ثم استشارهم فقام سعد بن عبادة فقال يا نبي الله والله لكأنك تعرض بنا منذ اليوم لتعلم ما في نفوسنا والذي نفسي بيده لو ضربت أكبادها حتى تبلغ برك الغماد من ذي يمن لكنا معك فوطن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه على الصبر والقتال وسر بذلك منهم فلما التقوا سار في قريش عتبة بن ربيعة
(٢٥٢)