تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٣ - الصفحة ٥١١
بعدوهن، يقول: حين تعدو الخيل جمع القوم يعني العدو، فأقسم الله عز وجل، بالعاديات ضبحا، وحدها * (إن الإنسن لربه لكنود) * [آية: 6] وأيضا * (فوسطن به جمعا) * يقول: فوسطن بذلك الغبار جمعا، يقول:
حمل المسلمون عليهم، فهزموهم، فضرب بعضهم بعضا، حتى ارتفع الوهج الذي كان ارتفع من حوافر الخيل إلى السماء، فهزم الله المشركين وقتلهم، فأخبره الله عز وجل بعلامات الخيل، والغبار، وكيف فعل بهم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ' يا جبريل، ومتى كان هذا '؟ قال: اليوم، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبر المسلمين بذلك، وقرأ عليهم كتاب الله عز وجل، ففرحوا واستبشروا، وأخزى الله عز وجل اليهود والمنافقين * (إن الإنسن لربه لكنود) * يعني لكفور، نزلت في قرط بن عبد الله بن عمرو بن نوفل القرشي، وهو الرجل الذي أكل وحده، وأشبع بطنه وأجاع عبده، ومتع رفده، ولم يعط قومه شيئا، يسمى بلسان بني مالك بن كنانة الكنود.
ثم قال: * (وإنه على ذلك لشهيد) * [آية: 7] يقول:
إن الله عز وجل على كفر قرط لشهيد، ثم أخبر عنه، فقال: * (وإنه لحب الخير لشديد) * [آية: 8] يعني المال، ثم خوفه، فقال: * (أفلا يعلم) * يعني فهلا يعلم * (إذا بعثر) * يعني بعث * (ما في القبور) * [آية:
9] من الموتى * (وحصل ما في الصدور) * [آية: 10] من الخير والشر، يعني تميز ما في القلب * (إن ربهم بهم يومئذ) * يعني يوم القيامة * (لخبير) * [آية: 11] بالصالح منهم والطالح.
* *
(٥١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 506 507 508 509 510 511 512 513 514 515 516 ... » »»