سورة التكاثر مكية، عددها ثمان آيات تفسير سورة التكاثر من الآية (1) إلى الآية (8).
* (ألهكم التكاثر) * [آية: 1] يعني شغلكم التكاثر، وذلك أن حيين من قريش من بني عبد مناف بن قصي، وبني سهم بن عمرو بن مرة بن كعب، كان بينهم لحاء فافتخروا، فتعادى السادة والأشراف، فقال: بنو عبد مناف: نحن أكثر سيدا، وأعز عزيزا، وأعظم شرفا، وأمنع جانبا، وأكثر عددا، فقال بنو سهم لبني عبد مناف: مثل ذلك فكاثرهم بنو عبد مناف بالأحياء، ثم قالوا: تعالوا نعد أمواتنا، حتى أتوا المقابر يعدونهم، فقالوا: هذا قبر فلان، وهذا قبر فلان، فعد هؤلاء وهؤلاء موتاهم، فكاثرهم بنو سهم بثلاثة أبيات، لأنهم كانوا أكثر عددا في الجاهلية من بني عبد مناف، فأنزل الله في الحيين * (ألهكم التكاثر) * يقول: شغلكم التكاثر عن ذكر الآخرة، فلم تزالوا كذلك * (حتى زرتم المقابر) * [آية: 2] كلكم يقول: إلى أن أتيتم المقابر.
ثم أوعدهم الله عز وجل، فقال: * (كلا سوف تعلمون) * [آية: 3] هذا وعيد ما نحن فاعلون بذلك إذا نزل بكم الموت، ثم قال: * (ثم كلا سوف تعلمون) * [آية: 4] وهو وعيد: إذا دخلتم قبوركم، ثم قال: * (كلا) * لا يؤمنون بالوعيد، ثم استأنف، فقال:
* (لو تعلمون علم اليقين) * [آية: 5] لا شك فيه * (لترون الجحيم) * [آية: 6] لعلمتم أنكم سترون الجحيم في الآخرة * (ثم لترونها عين اليقين) * [آية: 7] لا شك فيه، يقول: لترون الجحيم في الآخرة معاينة، والجحيم ما عظم من النار، يقينها رؤية العين، سنعذبهم مرتين، مرة عند الموت، ومرة عند القبر، ثم يردون إلى عذاب عظيم.
* (ثم لتسئلن) * في الآخرة * (يومئذ عن النعيم) * [آية: 8] يعني كفار مكة كانوا